[٢ / ٨٠٧٣] وعن موسى بن بكر ، قال : قال أبو الحسن عليهالسلام : «ما عال امرؤ في اقتصاد». أي ما افتقر من أخذ القصد في معيشته.
[٢ / ٨٠٧٤] وعن إسحاق بن عبد العزيز عن بعض أصحابه أنّه قال لأبي عبد الله عليهالسلام : «إنّا نكون في طريق مكّة ، فنريد الإحرام فنطلي ولا تكون معنا نخالة نتدلّك بها من النورة ، فنتدلّك بالدقيق وقد دخلني من ذلك ما الله أعلم به! فقال : أمخافة الإسراف؟ قلت : نعم ، فقال : ليس فيما أصلح البدن إسراف ، إنّي ربّما أمرت بالنقي (١) فيلتّ بالزيت فأتدلّك به ، إنّما الإسراف فيما أفسد المال وأضرّ بالبدن ، قلت : فما الإقتار؟ قال : أكل الخبز والملح وأنت تقدر على غيره ، قلت : فما القصد؟ قال : الخبز واللحم واللبن والخلّ والسمن ، مرّة هذا ومرّة هذا».
[٢ / ٨٠٧٥] وعن مروك بن عبيد عن رفاعة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «إذا جاد الله عليكم فجودوا ، وإذا أمسك عنكم فأمسكوا ، ولا تجاودوا الله فهو الأجود» (٢).
[٢ / ٨٠٧٦] وعن محمّد بن عليّ الصيرفيّ عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من اقتصد في معيشته رزقه الله ، ومن بذّر حرمه الله».
[٢ / ٨٠٧٧] وعن موسى بن بكر ، قال : سمعت أبا الحسن موسى عليهالسلام يقول : «الرفق نصف العيش ، وما عال امرؤ في اقتصاده» (٣).
كراهيّة السرف والتقتير
[٢ / ٨٠٧٨] وبإسناده عن عبد الملك بن عمرو الأحوال ، قال : «تلا أبو عبد الله عليهالسلام هذه الآية : (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً)(٤) قال : فأخذ قبضة من حصى وقبضها بيده ، فقال : هذا الإقتار الّذي ذكره الله في كتابه ، ثمّ قبض قبضة أخرى فأرخى كفّه كلّها ، ثمّ قال :
__________________
(١) النقي ـ بكسر النون ـ : المخ من العظام. والنقيّ ـ بفتح النون وتشديد الياء ـ : الدقيق المنخول ، ولعلّ هذا المعنى أشبه. وقوله «فيلتّ» أي يخلط.
(٢) يعني لا تتكلّفوا الجود على الله ، فإنّه أعلم بكم وبما يصلحكم ، فمنعه عنكم جود منه فوق جودكم.
(٣) الكافي ٤ : ٥٢ ـ ٥٤.
(٤) الفرقان ٢٥ : ٦٧. والإقتار : التضييق. والقوام ـ بفتح القاف ـ : حالة وسطى.