هذا الإسراف ، ثمّ قبض قبضة أخرى فأرخى بعضها وأمسك بعضها ، وقال : هذا القوام».
[٢ / ٨٠٧٩] وعن عبد الله بن أبان ، قال : سألت أبا الحسن الأوّل عليهالسلام عن النفقة على العيال؟ فقال : «ما بين المكروهين : الإسراف والإقتار».
[٢ / ٨٠٨٠] وعن ابن أبي يعفور ويوسف بن عمارة ، قالا : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إنّ مع الإسراف قلّة البركة».
[٢ / ٨٠٨١] وعن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «ربّ فقير هو أسرف من الغنيّ ، إنّ الغنيّ ينفق ممّا أوتي ، والفقير ينفق من غير ما أوتي».
[٢ / ٨٠٨٢] وعن هشام بن المثنّى ، قال : «سأل رجل أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله ـ عزوجل ـ : (وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)(١) فقال : كان فلان الأنصاريّ ـ سمّاه ـ وكان له حرث ، وكان إذا أخذ يتصدّق به ويبقى هو وعياله بغير شيء ، فجعل الله ـ عزوجل ـ ذلك سرفا».
[٢ / ٨٠٨٣] وعن موسى بن بكر عن عجلان ، قال : كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام فجاء سائل ، فقام إلى مكتل (٢) فيه تمر فملأ يده فناوله ، ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله ، ثمّ جاء ثالث فسأله فقام فأخذ بيده فناوله ، ثمّ جاء رابع فسأله فقام فأخذ بيده فناوله ، ثمّ جاء خامس فقال : الله رازقنا وإيّاك! ثمّ قال : «إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان لا يسأله أحد من الدنيا شيئا إلّا أعطاه ، فأرسلت إليه امرأة ابنا لها ، فقالت : انطلق إليه فاسأله ، فإن قال لك : ليس عندنا شيء فقل : اعطني قميصك. قال : فأخذ النبيّ قميصه فرمى به إلى الولد. وفي نسخة أخرى فأعطاه فأدّبه الله ـ تبارك وتعالى ـ على القصد فقال : (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً)(٣)».
[٢ / ٨٠٨٤] وعن محمّد بن سنان عن أبي الحسن عليهالسلام في قول الله ـ عزوجل ـ : (وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً)(٤) قال : القوام هو المعروف. (عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتاعاً بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ)(٥) على قدر عياله ومؤونتهم الّتي هي صلاح له ولهم
__________________
(١) الأنعام ٦ : ١٤١.
(٢) المكتل : زنبيل من خوص.
(٣) الإسراء ١٧ : ٢٩.
(٤) الفرقان ٢٥ : ٦٧.
(٥) البقرة ٢ : ٢٣٦.