والأقوى استحبابه
للأصل ، وسئل الباقر عليهالسلام عن رجل يصلي ثم يجلس فيحدث قبل أن يسلم؟ قال : تمت صلاته . ولو كان واجبا
لبطلت. ولأنه عليهالسلام لم يعلم المسيء في صلاته.
وتجزي التسليمة
الواحدة ، لعدم اقتضاء الأمر التكرار ، فالمنفرد يسلم تسليمة واحدة إلى القبلة ،
ويومي بمؤخر عينيه إلى يمينه ، وكذا الإمام ، لكن يومي بصفحة وجهه. والمأموم
كالإمام إن لم يكن على يساره أحد ، وإن كان سلم اثنين بوجهه يمينا وشمالا ، لقول
الصادق عليهالسلام : إن كنت إماما أجزأك تسليمة واحدة عن يمينك ، وإن لم يكن على يسارك أحد سلم
واحدة ، وإذا كنت وحدك فسلم تسليمة واحدة عن يمينك .
وله صفتان: « السلام علينا
وعلى عباد الله الصالحين » أو « السلام عليكم ورحمة الله وبركاته » لوقوع اسم
التسليم عليهما ، ولقولهم عليهمالسلام : وتقول « السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين » فإذا
قلت ذلك انقطعت الصلاة . وسئل الصادق عليهالسلام « السلام عليكم ورحمة الله وبركاته انصراف هو؟ قال : لا ،
ولكن إذا قلت « السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين » فهو انصراف .
وأجمع العلماء على
أن العبارة الثانية انصراف أيضا ، وبأيهما بدأ كان الثاني مستحبا ، وكذا الأول
عندنا.
ولو بدأ بالترجمة
أو نكس فقال : « السلام على عباد الله الصالحين وعلينا » فالأقرب عدم الإجزاء عند
الموجبين له ، لأنه خلاف المأمور به ، فيبقى في العهدة. وكذا لو نكس فقال « عليكم
السلام » أو أسقط حرفا فقال : « السلام عليك » أو قال : « سلام عليكم » بغير تنوين
لم يجزيه ، والأقرب إجزاء المنون ، لأن عليا عليهالسلام كان يقول : « سلام عليكم » عن يمينه وشماله.
__________________