حتّى يلقى الله!» (١).
[٢ / ٨٢٣٣] وأيضا أخرج البخاري عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «يقول الله : إذا أراد عبدي أن يعمل سيّئة فلا تكتبوها عليه حتّى يعملها ، فإن عملها فاكتبوها بمثلها ، وان تركها من أجلي فاكتبوها له حسنة. وإذا أراد أن يعمل حسنة فلم يعملها فاكتبوها له حسنة ، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائة» (٢).
[٢ / ٨٢٣٤] وأخرج البخاري ومسلم وأحمد عن العطارديّ عن ابن عبّاس عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما يروي عن ربّه ـ تبارك وتعالى ـ قال : «إنّ الله كتب الحسنات والسيّئات ، ثمّ بيّن ذلك. فمن همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن همّ بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، وإن همّ بسيّئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وان همّ بها فعملها كتبها الله سيّئة واحدة» (٣).
[٢ / ٨٢٣٥] وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس : (وَإِنْ تُبْدُوا ما فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ) فذلك سرّ عملك وعلانيته (يُحاسِبْكُمْ بِهِ اللهُ) فما من عبد مؤمن يسرّ في نفسه خيرا ليعمل به ، فإن عمل به كتبت له عشر حسنات ، وإن هو لم يقدّر له أن يعمل كتب له به حسنة من أجل أنّه مؤمن.
والله يرضي سرّ المؤمنين وعلانيتهم ، وإن كان سوءا حدّث به نفسه ، اطّلع الله عليه ، أخبره الله به يوم تبلى السرائر ، فإن هو لم يعمل به لم يؤاخذه الله به حتّى يعمل به ، فإن هو عمل به تجاوز الله عنه كما قال : (أُولئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ)(٤)(٥).
[٢ / ٨٢٣٦] وأخرج سفيان وعبد بن حميد والبخاري ومسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة : أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إنّ الله تجاوز لي عن أمّتي ما حدّثت به أنفسها
__________________
(١) مسلم ١ : ٨٢ ؛ ابن حبّان ٢ : ١٠٣ / ٢٧٩ ، باختلاف يسير واختصار ، إلى قوله : «فإذا فعلها فأنا أكتبها له بمثلها» ؛ ابن كثير ١ : ٣٤٧.
(٢) البخاري ٨ : ١٩٨.
(٣) البخاري ٧ : ١٨٧ ، كتاب الرقاق ، باب من همّ بحسنة أو بسيّئة ؛ مسلم ١ : ٨٣ ؛ مسند أحمد ١ : ٣١٠ ؛ كنز العمّال ٤ : ٢١٨ ـ ٢١٩ / ١٠٢٤٠ ؛ ابن كثير ١ : ٣٤٧.
(٤) الأحقاف ٤٦ : ١٦.
(٥) الدرّ ٢ : ١٣٠ ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٥٧٣ / ٣٠٥٨ ؛ الطبري ٣ : ١٩٩ / ٥٠٨٤.