يبعثه مجرّد الثواب على الصدقة ، وإن كان يعلم من نفسه أنّه لو لا الرغبة
في الثواب لم يبعثه مجرّد الرئاء على الإعطاء.
ولا كمن له ورد
في الصلاة وعادة في الصدقات ، واتّفق أن حضر في وقتها جماعة ، فصار الفعل أخفّ
عليه وحصل له نشاط مّا بسبب حضورهم ، وإن كان يعلم من نفسه أنّهم لو لم يحضروا
أيضا لم يكن يترك العمل أو يفتر عنه ، البتّة.
فأمثال هذه
الخواطر ممّا يخلّ بصدق النيّة. وبالجملة فكلّ عمل قصدت به القربة ، وانضاف إليه
حظّ من حظوظ الدنيا ، بحيث تركّب الباعث عليه من دينيّ ونفسيّ ، فنيّتك فيه غير
صادقة ، سواء كان الباعث الدينيّ أقوى من الباعث النفسيّ أو أضعف أو مساويا .
هل كانت نيّة السوء سيّئة؟
قال الشهيد
السعيد الإمام أبو عبد الله محمّد بن مكّي العاملي : لا تؤثّر نيّة المعصية عقابا
ولا ذمّا ، ما لم يتلبّس بها ، وهو ما ثبت في الأخبار العفو عنه .
ولو نرى
المعصية وتلبّس بما يراه معصية ، فظهر خلافها ، ففي تأثير النيّة نظر ؛ من أنّها
لمّا لم تصادف المعصيّ فيه ، صارت كنيّة مجرّدة ، وهو غير مؤاخذ بها ؛ ومن دلالتها
على انتهاكه الحرمة وجرأته على المعاصي!
وقد ذكر بعض
الفقهاء : أنّه لو شرب المباح متشبّها بشارب المسكر ، فعل
حراما.
ولعلّه ليس
بمجرّد النيّة ، بل بانضمام فعل الجوارح إليها.
قال : ويتصوّر
محلّ النظر في صور :
منها : ما لو
وجد امرأة في منزل غيره فظنّها أجنبيّة فأصابها ، فتبيّن أنّها زوجته. ومنها : لو
وطأ
__________________