[٢ / ٦٧٩٧] قال مقاتل بن سليمان : (وَإِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ) تطليقة واحدة (فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَ) يقول : انقضت عدّتهنّ ، نزلت في أبي البدّاح بن عاصم بن عديّ الأنصاري (١) من بني العجلان وهم حيّ من قضاعة ، وفي امرأته جمل بنت يسار المزني بانت منه بتطليقة ، فأراد مراجعتها ، فمنعها أخوها معقل ، وقال : لئن فعلت لا أكلّمك أبدا. أنكحتك وأكرمتك وآثرتك على قومي فطلّقتها وأجحفت بها والله لا أزوّجكها أبدا. فقال الله ـ عزوجل ـ : (فَلا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْواجَهُنَ) يعني فلا تمنعوهنّ أن يراجعن أزواجهنّ (إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ) يعني بمهر جديد ونكاح جديد (ذلِكَ) الّذي ذكر من النهي ألّا يمنعها من الزوج ذلك (يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) يعني يصدّق بالله بأنّه واحد لا شريك له ، ويصدّق بالبعث الّذي فيه جزاء الأعمال ، فليفعل ما أمره الله من المراجعة (ذلِكُمْ أَزْكى لَكُمْ) يعني خير لكم من الفرقة (وَأَطْهَرُ) لقلوبكم من الريبة (وَاللهُ يَعْلَمُ) حبّ كلّ واحد منهما لصاحبه (وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) ذلك منهما. فلمّا نزلت هذه الآية قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يا معقل ، إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر فلا تمنع أختك فلانا» يعني أبا البدّاح. قال : فإنّي أنا أؤمن بالله واليوم الآخر وأشهدك أنّي قد أنكحته (٢).
[٢ / ٦٧٩٨] وأخرج ابن المنذر عن الضحّاك قال : (وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) قال : الله يعلم من حبّ كلّ واحد منهما لصاحبه ما لا تعلم أنت أيّها الوليّ! (٣).
[٢ / ٦٧٩٩] وأخرج وكيع والبخاري وعبد بن حميد وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم والبيهقي من طرق عن معقل بن يسار قال : كانت لي أخت فأتاني ابن عمّ لي فأنكحتها إيّاه ، فكانت عنده ما كانت ثمّ طلّقها تطليقة لم يراجعها حتّى انقضت العدّة ، فهواها وهوته ثمّ خطبها مع الخطّاب ، فقلت له : يالكع أكرمتك بها وزوّجتكها فطلّقتها ثمّ جئت تخطبها ، والله لا ترجع إليك أبدا ، وكان رجلا لا بأس به ، وكانت المرأة
__________________
(١) جاء في الإصابة ٤ : ٢٤ : حليف الأنصار. وأبو البدّاح ، قيل اسمه عديّ وكنيته أبو عمرو وأبو البدّاح لقب ؛ تقريب التهذيب ٢ : ٣٩٤.
(٢) تفسير مقاتل ١ : ١٩٧.
(٣) الدرّ ١ : ٦٨٦ ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٤٢٧ / ٢٢٦٠. بلفظ : يعلم وجد كلّ واحد بصاحبه ، ما لا تعلمون.