والحكمة.
والكتاب هي نصّ الشريعة في جميع أبعادها المترامية. أمّا الحكمة فهي فهم الدين عن بصيرة نافذة.
فكان صلىاللهعليهوآلهوسلم يحاول تعليم الأمّة الكتاب ، وهو علم الشريعة. والحكمة ، وهي فهم أسس الشريعة ودعائمها القويمة. فلو لا البصيرة في الدين ، لم يكن في العمل به على ظاهره شكليّا كثير فائدة.
فالعمدة في الدين هو فهمه والبصيرة فيه ، وهو الأساس الباعث على النشاط والحيويّة في العمل بأحكامه والانصياع لبرامجه ، في جميع أبعاد الحياة.
[٢ / ٧٧١٦] فعن ابن عبّاس ومجاهد وقتادة : الحكمة ، الفقه في القرآن (١).
[٢ / ٧٧١٧] وعن ابن زيد : العقل في الدين (٢).
[٢ / ٧٧١٨] وعن إبراهيم : الفهم (٣).
[٢ / ٧٧١٩] وعن أبي الدرداء : قراءة القرآن والفكرة فيه (٤).
[٢ / ٧٧٢٠] وعن أبي العالية : الكتاب والفهم به (٥).
[٢ / ٧٧٢١] وعن الحسين بن واقد : استظهار القرآن (٦).
[٢ / ٧٧٢٢] وعن السيّد رضي الدين ابن طاووس فيما أثبته في خطبة الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام المسمّاة بالمخزون : «والحكمة فضاء للبصر» (٧).
[٢ / ٧٧٢٣] وأخرج ابن أبي حاتم عن مالك بن أنس ، قال : قال زيد بن أسلم : إنّ الحكمة ، العقل ، وإنّه ليقع في قلبي أنّ الحكمة ، الفقه في دين الله ، أمر يدخله الله في القلوب من رحمته وفضله. وممّا يبيّن ذلك أنّك تجد الرجل عاقلا في أمر الدنيا إذا نظر فيها ، وتجد آخر ضعيفا في أمر دنياه ، عالما بأمر دينه بصيرا به ، يؤتيه الله إيّاه ويحرمه هذا ، فالحكمة ، الفقه في دين الله (٨).
__________________
(١) الطبري ٣ : ١٢٤.
(٢) المصدر : ١٢٥.
(٣) المصدر.
(٤) ابن أبي حاتم ٢ : ٥٣٣.
(٥) الطبري ٣ : ١٢٤.
(٦) ابن أبي حاتم ٢ : ٥٣٣.
(٧) البحار ٥٣ : ٧٩ / ٨٦.
(٨) الدرّ ٢ : ٦٧ ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٥٣٢ / ٢٨٢٩ ؛ ابن كثير ١ : ٣٢٩.