بالحقّ ، فمن وجد ذلك فليعلم أنّه من الله وليحمد الله ، ومن وجد الأخرى فليتعوّذ بالله من الشيطان ، ثمّ قرأ : (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ) الآية» (١).
يقال : لمّ به أي قصده ونزل به.
[٢ / ٧٧١٤] وروى أبو جعفر الصدوق عن أبيه قال : حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى ، قال : حدّثنا الحسن بن عليّ بن أسباط عن أبي عبد الرحمان قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام إنّي ربما حزنت فلا أعرف في أهل ولا مال ولا ولد ، وربما فرحت فلا أعرف في أهل ولا مال ولا ولد. فقال : «إنّه ليس من أحد إلّا ومعه ملك وشيطان ، فإذا كان فرحه كان من دنوّ الملك منه ، وإذا كان حزنه كان من دنوّ الشيطان منه ، وذلك قول الله ـ تبارك وتعالى ـ : (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ»)(٢).
[٢ / ٧٧١٥] وروى أبو النضر العيّاشي بالإسناد إلى هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : إنّي ربما أفرح من غير فرح أراه في نفسي ولا في مالي ولا في صديقي ، وربما أحزن من غير حزن أراه في نفسي ولا في مالي ولا في صديقي! قال : «نعم ، إنّ الشيطان يلمّ بالقلب فيقول : لو كان لك عند الله خير ما أدال عليك عدوّك ولا جعل بك إليه حاجة ، هل تنتظر إلّا مثل الّذي انتظر الّذين من قبلك فهل نالوا شيئا؟ فذاك الّذي يحزن من غير حزن. وأمّا الفرح فإنّ الملك يلمّ بالقلب فيقول : إن كان الله أدال عليك عدوّك وجعل بك إليه حاجة ، فإنّما هي أيّام قلائل ، أبشر بمغفرة من الله وفضل ، وهو قول الله : (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً)(٣).
قوله : أدال عليك عدوّك ، أي جعل الكرّة له عليك. والأيّام دول.
__________________
(١) الدرّ ٢ : ٦٥ ؛ الترمذي ٤ : ٢٨٨ / ٤٠٧٣ ؛ النسائي ٦ : ٣٠٥ / ١١٠٥١ ؛ الطبري ٣ : ١٢٢ / ٤٨٣٢ ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٥٢٩ ـ ٥٣٠ / ٢٨١٠ ، وفيه «وللملائكة لمّة» و «لمّة الملائكة» ؛ ابن حبّان ٣ : ٢٧٨ / ٩٩٧ ؛ الشعب ٤ : ١٢٠ / ٤٥٠٦ ؛ عبد الرزّاق ١ : ٣٧٢ / ٣٤٨ ؛ كنز العمّال ١ : ٢٤٦ / ١٢٤٠ ؛ ابن كثير ١ : ٣٢٩ ، بلفظ : «ابن أبي حاتم» ؛ القرطبي ٣ : ٣٢٨ ـ ٣٢٩ ؛ مجمع البيان ٢ : ١٩٣ ، بلفظ : «روي عن ابن مسعود أنّه قال : للشيطان لمّة ، وللملك لمّة. وروى مثله عن أبي عبد الله عليهالسلام ثمّ قال : فلمّة الشيطان : وعده بالفقر وأمره بالفحشاء ، ولمّة الملك : أمره بالإنفاق ونهيه عن المعصية» ؛ التبيان ٢ : ٣٤٧.
(٢) نور الثقلين ١ : ٢٨٦ ؛ علل الشرائع ١ : ٩٣ / ١ ، باب ٨٤ ؛ البحار ٥٨ : ١٤٥ / ٢١ ، باب ٤٣ و ٦٠ : ٢٥٠ / ٣٣ ، باب ٣ ؛ البرهان ١ : ٥٦٢ / ١ ؛ كنز الدقائق ٢ : ٤٤٣.
(٣) العيّاشي ١ : ١٧٠ / ٤٩٦ ؛ البحار ٦٧ : ٥٦ / ٢٧ ، باب ٤٤.