من أمّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : سلني! إنّ هذا لعالم بالمسائل؟ ثمّ قال : يا عبد الله ، أخبرني عن ساعة ما هي من الليل ولا من النهار أيّ ساعة هي؟ قال أبو جعفر عليهالسلام : ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. قال النصراني : فإذا لم يكن من ساعات الليل ولا من ساعات النهار ، فمن أيّ الساعات هي؟ فقال أبو جعفر عليهالسلام : من ساعات الجنّة وفيها تفيق مرضى! فقال النصراني : أصبت. فأسألك أو تسألني؟ قال أبو جعفر عليهالسلام : سلني ، فقال : يا معشر النصارى إنّ هذا لمليء بالمسائل ، والله لأسألنّه مسألة يرتطم فيها ، فقال له : سل ، قال : أخبرني عن رجل دنا من امرأته فحملت منه باثنين حملتهما جميعا في ساعة واحدة ، وولدتهما في ساعة واحدة ، وماتا في ساعة واحدة ، ودفنا في ساعة واحدة في قبر واحد ، فعاش أحدهما خمسين ومأة سنة ، وعاش الآخر خمسين سنة ، من هما؟ قال أبو جعفر عليهالسلام : هما عزير وعزرة ، كان حمل أمّهما على ما وصفت ، ووضعتهما على ما وصفت ، وعاش عزير وعزرة خمسين سنة ، ثمّ أمات الله عزيرا ثمّ أحياه فعاش عزرة مع عزير ثلاثين سنة ، ثمّ أمات الله عزيرا مأة سنة ، وبقي عزرة حيّا ثمّ بعث الله عزيرا فعاش مع عزرة عشرين سنة ...
قال النصراني : يا معشر النصارى ما رأيت أحدا قطّ أعلم من هذا الرجل لا تسألوني عن حرف وهذا بالشام ، ردّوني فردّوه إلى كهفه ورجع النصارى مع أبي جعفر صلوات الله عليه (١).
[٢ / ٧٥٧٠] وروى عن أبيه عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : «لمّا عملت بنو إسرائيل بالمعاصي وعتوا عن أمر ربّهم أراد الله أن يسلّط عليهم من يذلّهم ويقتلهم. فأوحى الله إلى إرميا : يا إرميا ، ما بلد انتجبته من بين البلدان وغرست فيه من كرايم الشجر ، فأخلف فأنبت خرنوبا؟! فأخبر إرميا أخيار بني إسرائيل ، فقالوا : راجع ربّك ليخبرنا ما معنى هذا المثل؟ فصام إرميا سبعا ، فأوحى الله إليه : يا إرميا أمّا البلد فبيت المقدس ، وأمّا ما أنبت فيها فبنو إسرائيل الّذين أسكنتهم فيه ، فعملوا بالمعاصي وغيّروا ديني وبدّلوا نعمتي كفرا. فبي حلفت لأمتحننّهم بفتنة يظلّ الحكيم فيها حيرانا ، ولأسلّطنّ عليهم شرّ عبادي ولادة ، وشرّهم طعاما ، فليتسلّطنّ عليهم بالجبرية فيقتل مقاتليهم ويسبي حريمهم ويخرّب ديارهم الّذي يعتزّون
__________________
(١) نور الثقلين ١ : ٢٧٠ ـ ٢٧١ ؛ القمي ١ : ٩٨ ـ ٩٩ ، (ذيل آيات ١٥ إلى ١٧ من سورة آل عمران) ؛ الكافي ٨ : ١٢٢ ـ ١٢٣ / ٩٤ ؛ البحار ١٠ : ١٤٩ ـ ١٥١ / ١ ، و ٤٦ : ٣١٣ ـ ٣١٥ / ٢.