الشاعر :
يعطي المئين ولا يؤوده حملها |
|
محض الضرائب ماجد الأخلاق (١) |
***
وورد في قوله تعالى : (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)
[٢ / ٧٤٨٧] أخرج الطبراني في السنّة عن ابن عبّاس في قوله : (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) قال : يريد لا أعلى منه ولا أعظم ولا أعزّ ولا أجلّ ولا أكرم! (٢)
[٢ / ٧٤٨٨] وأخرج ابن جرير عن عليّ بن أبي طلحة عن ابن عبّاس : هو السيّد الّذي قد كمل في سؤدده ، والشريف الّذي قد كمل في شرفه ، والعظيم الّذي قد كمل في عظمته ، والحليم الّذي قد كمل في حلمه ، والعليم الّذي قد كمل في علمه ، والحكيم الّذي قد كمل في حكمته ؛ وهو الّذي قد كمل في أنواع الشرف والسؤدد ، وهو الله سبحانه. هذه صفته لا تنبغي إلّا له ، ليس له كفؤ ، وليس كمثله شيء ، سبحان الله الواحد القهّار (٣).
[٢ / ٧٤٨٩] وروى أبو جعفر الصدوق وأبو جعفر الكليني ، كلاهما بالإسناد إلى محمّد بن سنان ، قال : سألت أبا الحسن الرضا عليهالسلام : هل كان الله عارفا بنفسه ، قبل أن يخلق الخلق؟ قال : نعم. قلت : يراها ويسمعها؟ قال : «ما كان محتاجا إلى ذلك ، لأنّه لم يكن يسألها ولا يطلب منها ، هو نفسه ونفسه هو ، قدرته نافذة ، فليس يحتاج أن يسمّي نفسه. ولكنّه اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها ، لأنّه إذا لم يدع باسمه لم يعرف. فأوّل ما اختاره لنفسه : (الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) ، لأنّه أعلى الأشياء كلّها. فمعناه : الله ، واسمه العليّ العظيم. هو أوّل أسمائه ، لأنّه علا على كلّ شيء» (٤).
***
قال أبو جعفر الطبري : واختلف أهل البحث في معنى قوله : (وَهُوَ الْعَلِيُّ ...). فقال بعضهم : يعني بذلك : وهو العليّ عن النظير والأشباه. وأنكروا أن يكون معنى ذلك : وهو العليّ المكان!
__________________
(١) الدرّ ٢ : ١٩.
(٢) المصدر : ١٠.
(٣) الطبري ١٥ : ٤٥١ / ٢٩٦٣٥ ، سورة التوحيد ؛ ابن كثير ٤ : ٦٠٩ ـ ٦١٠.
(٤) عيون الأخبار ١ : ١١٨ / ٢٤ ، باب ١١ ؛ التوحيد : ١٩١ ـ ١٩٢ / ٤ ، باب ٢٩ ؛ معاني الأخبار : ٢ / ٢ ؛ الكافي ١ : ١١٣ / ٢ ؛ البحار ٤ : ٨٨ ـ ٨٩ / ٢٦ ، باب ٢ ، و ٥٤ : ١٦٣ ـ ١٦٤ / ١٠٢ ، باب ١ ؛ نور الثقلين ٣ : ٢٣٢ ـ ٢٣٣ / ٤٧٢.