الرجال الأبدال
هناك رجال صالحون منتشرون في الأرض ، في كلّ صقع وفي كلّ عصر ، هم شهداء الله على خلقه وحجّته على عباده ، وأنّهم أبدال الأنبياء ، يبلّغون رسالات الله إلى الناس ، في أعمال وأقوال وسلوك مرضيّ يرتضيه كلّ مخالف ومؤالف. ومن ثمّ فإنّهم حجّة لله على الجميع ، لئلّا يكون للناس على الله حجّة بعد الرسل.
وجاء أيضا نعتهم بالأوتاد ، لأنّهم أوتاد الأرض ، ولولاهم لساخت الأرض بأهلها.
[٢ / ٧٣٦٠] كما في الحديث : «لو لا الحجّة لساخت الأرض بأهلها» (١).
[٢ / ٧٣٦١] وفي الدعاء الوارد في النصف من رجب : «اللهمّ صلّ على الأبدال والأوتاد والسّيّاح والعبّاد والمخلصين والزهّاد وأهل الجدّ والاجتهاد ، واخصص محمّدا وأهل بيته بأفضل صلواتك وأجزل كراماتك ، وبلّغ روحه وجسده منّي تحيّة وسلاما ، وزده فضلا وشرفا وكرما ، حتّى تبلّغه أعلى درجات أهل الشرف من النبيّين والمرسلين والأفاضل المقرّبين» (٢).
[٢ / ٧٣٦٢] وروي عن الخالد بن هيثم الفارسيّ ، قال : قلت للإمام أبي الحسن الرضا عليهالسلام : أنّ الناس يزعمون أنّ في الأرض أبدالا ، فمن هؤلاء الأبدال؟ قال : «صدقوا ، الأبدال هم الأوصياء ، جعلهم الله ـ عزوجل ـ في الأرض بدل الأنبياء ، إذ رفع الأنبياء وختمهم محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم» (٣).
ولأهل التصوّف والعرفان جولات وهوسات حول محور الأبدال ، زعموهم أقطاب الأرض ، لا يزيد عددهم ولا ينقص ، فإن مات أحدهم أبدل الله مكانه من يقوم مقامه. ولابن عربي هنا كلام عريض وفي تشتّت ظاهر ، فتارة حصر عددهم في سبعة ، وأخرى في اثني عشر ، وثالثة في أربعين (٤).
__________________
(١) فيما رواه الصدوق عن الرضا عليهالسلام في العيون ١ : ٢٤٦ / ١ ؛ العلل ١ : ١٩٨ / ١٧ ؛ البحار ٢٣ : ٢٩ / ٤٣. وراجع : الكافي ١ : ١٦٨ ـ ١٧٤ ، كتاب الحجّة ، باب الاضطرار إلى الحجّة.
(٢) مفاتيح الجنان : ١٤٥. عن مصباح المتهجّد للشيخ أبي جعفر الطوسي : ٨٠٩.
(٣) البحار ٢٧ : ٢٨. عن كتاب الاحتجاج المنسوب إلى الطبرسيّ ٢ : ٢٣١.
(٤) راجع : الفتوحات ٢ : ٥ ـ ١٦.