هي صلاة الظهر! قال : فمرّ علينا ابن عمر فقال عروة : أرسلوا إلى ابن عمر فاسألوه ، فأرسلنا إليه غلاما فسأله ثمّ جاء الرسول فقال : هي صلاة الظهر. فشككنا في قول الغلام ، فقمنا جميعا فذهبنا إلى ابن عمر ، فسألناه فقال : هي صلاة الظهر (١).
[٢ / ٦٩٧٩] وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة قال : الصلاة الوسطى هي الظهر ، قبلها صلاتان وبعدها صلاتان (٢).
***
وأمّا مستند القائلين بأنّ الصلاة الوسطى هي صلاة العصر ، فهي عدّة روايات متضاربة بعضها مع البعض. فمنها ما ورد عن حفصة أنّها أمرت أن يكتب في مصحفها : «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر». وفي بعضها : «وهي صلاة العصر». غير أنّ الأكثر رواية : «وصلاة العصر» عطفا على الصلاة الوسطى ، وهي تدلّ على أنّها غير الوسطى ، لكنّها مثلها في الأهمّيّة. قال أبو عبيد القاسم بن سلّام : من قرأها بغير واو ، فقد تبيّن أنّه جعلها العصر نفسها. ومن قرأها : «وصلاة العصر» جعل الوسطى غير العصر (٣).
وإليك المأثور عنها تباعا على الترتيب :
أمّا القسم الأوّل :
[٢ / ٦٩٨٠] فقد أخرج ابن جرير عن أبي بشر عن سالم عن حفصة ، أنّها أمرت رجلا يكتب لها مصحفا ، فقالت : إذا بلغت هذا المكان فأعلمني فلمّا بلغ : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) قالت : اكتب صلاة العصر (٤).
وأمّا القسم الثاني :
[٢ / ٦٩٨١] فقد أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر من طريق نافع عن حفصة زوج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم إنّها قالت لكاتب مصحفها : إذا بلغت مواقيت الصلاة فأخبرني حتّى أخبرك بما سمعت
__________________
(١) الدرّ ١ : ٧٢٠ ـ ٧٢١ ؛ البيهقي ١ : ٤٥٨ ـ ٤٥٩ ؛ ابن عساكر ٧ : ١٤٢ / الترجمة ٤٩٦ ؛ الطبري ٢ : ٧٦٠ ـ ٧٦١ / ٤٢٥٠.
(٢) الدرّ ١ : ٧٢٢ ؛ المصنّف ٢ : ٣٨٩ / ٢٣ ، باب ٣٣٤.
(٣) فضائل القرآن : ١٦٦ ـ ١٦٧.
(٤) الطبري ٢ : ٧٥٣ / ٤٢٢٥ ؛ الثعلبي ٢ : ١٩٦ ، أخرجه عن نافع.