هكذا ذكره أبو بكر بن أبي شيبة عن إسماعيل بن إبراهيم ، هو ابن عليّة عن عثمان البتّي. وكذا رواه يعقوب الدورقي عن إسماعيل أيضا.
ورواه يزيد بن زريع عن عثمان البتّي فقال فيه : عبد الحميد بن يزيد بن سلمة أنّ جدّه أسلم وأبت امرأته ، فذكر مثله. رواه عن يزيد بن زريع يحيى بن عبد الحميد الحمّاني من رواية ابن أبي خيثمة عنه. نقلت جميعها من كتاب قاسم بن الأصبغ ، إلّا أنّ هذه القصّة هكذا يحمل المخيّر غلاما وجدّ عبد الحميد بن يزيد بن سلمة. قال ابن القطّان : وعبد الحميد وأبوه وجدّه لا يعرفون. انتهى كلامه.
قال المارديني : وفي مصنّف عبد الرزّاق عن الثوري عن عثمان البتّي عن عبد الحميد الأنصاري عن أبيه عن جدّه : أنّ جدّه أسلم وأبت امرأته أن تسلم ، فجاء بابن له صغير لم يبلغ ، فأحبس النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم الأب ها هنا والأمّ ها هنا ، ثمّ خيّره وقال : اللهمّ اهده ، فذهب إلى أبيه. وكذا في مسند أحمد وسنن النسائي : أنّه جاء بابن صغير. وذكر ابن الجوزي ـ في جامع المسانيد ـ أنّ رواية من روى أنّه كان غلاما أصحّ. وذكر الطحاوي هذا الحديث من وجه آخر وفيه : أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لهما : هل لكما أن تخيّراه؟ فقالا : نعم. ففيه أنّ التخيير كان باختيارهما.
ثالثها : أنّ الشافعي وغيره من العلماء لم يقولوا بظاهر هذا الحديث ، فإنّ الفطيم لا يطلق على من بلغ سبعا ، لأنّهم كانوا يفطمون لنحو حولين ، فلا حجّة في الحديث في محلّ النزاع ، وأيضا لا يصحّ إثبات التخيير بهذا الحديث على مذهب الشافعي ، لأنّ التخيير إنّما يكون بين شخصين من أهل الحضانة ، والأمّ ـ هنا ـ ليست من أهل الحضانة عنده ، لأنّها كافرة والأب مسلم ، فكيف يحتجّ البيهقي بحديث لا يقول إمامه بموجبه؟! (١)
__________________
(١) هامش السنن الكبرى ٨ : ٤.