رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أربع (١) من كنّ فيه لم يهلك على الله بعدهنّ إلّا هالك (٢) : يهمّ العبد بالحسنة ليعملها ، فإن هو لم يعملها كتب الله له حسنة ، بحسن نيّته! وإن هو عملها كتب له عشرا.
ويهمّ بالسيّئة أن يعملها ، فإن لم يعملها لم يكتب عليه شيء ، وإن هو عملها أجّل سبع ساعات. وقال صاحب الحسنات لصاحب السيّئات وهو صاحب الشمال : لا تعجل ، عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها ، فإنّ الله ـ عزوجل ـ يقول : (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ)(٣). أو الاستغفار ، فإن هو قال : أستغفر الله الّذي لا إله إلّا هو ، عالم الغيب والشهادة ، العزيز الحكيم ، الغفور الرحيم ، ذو الجلال والإكرام ، وأتوب إليه ، لم يكتب عليه شيء.
وإن مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة أو استغفار (٤) ، قال صاحب الحسنات لصاحب السيّئات : اكتب على الشقيّ المحروم» (٥).
[٢ / ٨٢٤١] وروى بالإسناد إلى جميل بن درّاج عن زرارة عن أحدهما (الباقر أو الصادق عليهماالسلام) قال : «إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ جعل لآدم في ذرّيّته ، من همّ بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة ، ومن همّ بحسنة وعملها كتبت له بها عشرا ، ومن همّ بسيّئة ولم يعملها لم تكتب عليه ، ومن همّ بها وعملها كتبت عليه سيّئة» (٦).
[٢ / ٨٢٤٢] وبالإسناد إلى أبي بصير عن الصادق عليهالسلام قال : «إنّ المؤمن ليهمّ بالحسنة ولا يعمل بها فتكتب له حسنة ، وإن هو عملها كتبت له عشر حسنات ، وإنّ المؤمن ليهمّ بالسيّئة أن يعملها فلا يعملها فلا تكتب عليه» (٧).
[٢ / ٨٢٤٣] وبالإسناد إلى عبد الله بن الإمام موسى بن جعفر عليهالسلام ، قال : سألت أبي عن الملكين هل
__________________
(١) هذه الأربع عبارة عن : يهمّ بالحسنة ولم يعملها ، كتبت له حسنة. يهمّ بالحسنة وعملها ، كتبت له عشر حسنات. يهمّ بالسيّئة ولم يعملها ، لم تكتب له. يهمّ بالسيّئة وأتبعها بحسنة أو استغفار ، فإنّه مغفور له.
(٢) أي لم يهلكه شيء بعدها سوى الهالك الأفضع ، وهو ما إذا همّ بمعصية وارتكبها وأصرّ عليها ولم يتب منها حتّى الموت. وهذا هو الوجه الخامس بعد الوجوه الأربعة.
(٣) هود ١١ : ١١٥.
(٤) وهذا خامس الوجوه ، وهو موجب للهلاك.
(٥) الكافي ٢ : ٤٢٩ ـ ٤٣٠ / ٤ ، باب من يهمّ بالحسنة أو السيّئة.
(٦) المصدر : ٤٢٨ / ١.
(٧) المصدر : ٤٢٨ ـ ٤٢٩ / ٢.