[٢ / ٧٤٦٩] قال أبو جعفر الصدوق : سئل الصادق عليهالسلام عن قوله تعالى : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ)؟ قال : «علمه»! (١).
ورواه في كتاب المعاني بالإسناد إلى حفص بن غياث ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله ـ عزوجل ـ : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ)؟ قال : «علمه» (٢).
[٢ / ٧٤٧٠] وروى بالإسناد إلى المفضّل بن عمر ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن العرش والكرسيّ ؛ ما هما؟ فقال : «العرش ، في وجه ، هو جملة الخلق ، والكرسيّ وعاؤه. وفي وجه آخر ، هو العلم الّذي أطلع الله عليه أنبياءه ورسله وحججه. والكرسيّ هو العلم الّذي لم يطلع عليه أحدا من أنبيائه ورسله وحججه عليهمالسلام» (٣).
وكلّ هذه التعابير تدلّك على معنى واحد شامل ، هو سلطانه تعالى المهيمن على الخلق كلّه ، بما يستلزمه من علم وحكمة وقدرة قاهرة وشاملة عبر الأبد. (اللهُ خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)(٤).
وهكذا روي عن ابن عبّاس ـ ترجمان القرآن وتلميذ الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه فسّر الكرسيّ ـ في قوله تعالى : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) ـ بعلمه تعالى الشامل. واستند في تفسيره هذا إلى ذيل الآية : (وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما). حيث الحفاظ عليهما يستدعي علمه تعالى المحيط بكلّ شيء ، وتدبيره الحكيم.
[٢ / ٧٤٧١] أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) قال : كرسيّه علمه ؛ ألا ترى إلى قوله : (وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما)(٥).
__________________
(١) كتاب الاعتقادات للصدوق : ٤٤ ؛ البحار ٥٥ : ٩ / ٦.
(٢) المعاني : ٣٠ / ٢ ؛ التوحيد : ٣٢٧ / ١ ؛ البحار ٥٥ : ٢٨ / ٤٦.
(٣) المعاني : ٢٩ / ١ ؛ البحار ٥٥ : ٢٨ ـ ٢٩ / ٤٧.
(٤) الزمر ٣٩ : ٦٢.
(٥) الدرّ ٢ : ١٦ ؛ الطبري ٣ : ١٥ ـ ١٦ / ٤٥١٥ ـ ٤٥١٦ ؛ ابن أبي حاتم ٢ : ٤٩٠ ـ ٤٩١ / ٢٥٩٩ ؛ الأسماء والصفات ، الجزء الثالث : ٥٥٣. الثعلبي ٢ : ٢٣٢ ، عن ابن عبّاس وسعيد بن جبير ومجاهد ؛ التبيان ٢ : ٣٠٩ ؛ مجمع البيان ٢ : ١٦٠ ، عن ابن ـ عبّاس ومجاهد وهو المرويّ عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام ؛ أبو الفتوح ٣ : ٤٠٩ ، عن ابن عبّاس وسعيد بن جبير ومجاهد ؛ الوسيط ١ : ٣٦٨ ، بلفظ : روى سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : وسع علمه السماوات والأرض.