الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ (٧) فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٨))
٦ ـ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ) ... أي لو أخبركم من لا يتجنّب الكذب وغيره من المناهي والمنكرات فاستوضحوا أخباره واستظهروه حتى يتبيّن لكم الرّشد من الغيّ والصّدق من الكذب ولا تصدّقوه أوّل مرّة ولا تعملوا بقوله بدوا بلا رويّة. فإن جاءكم بخبر (فَتَبَيَّنُوا) تحقّقوا منه حذرا من (أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ) مخافة أن توقعوا جماعة من المؤمنين في مصيبة وبلاء ومكروه جاهلين بحالهم (فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ) أي فتصيروا على عملكم مغتمّين ومتمنّين قائلين يا ليت أنّه لم يقع إذ لا تفيدكم النّدامة ، لأنّه لا يتدارك ما وقع ومضى. وقيل نزلت الكريمة في الوليد بن عقبة حينما أرسله النبيّ (ص) إلى بني المصطلق لأخذ الزكاة وكان بينه وبينهم دم من عصر الجاهليّة فلمّا سمعوا به استقبلوه وتجاوزوا عن دمهم تعظيما للإسلام وتكريما للنبيّ صلىاللهعليهوآله فظنّ أنهم مقاتلوه ، فرجع خوفا وقال لرسول الله (ص) قد ارتدّوا ومنعوا الزكاة ، فهمّ صلوات الله عليه وآله بقتالهم فنزلت الآية.
٧ ـ (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ) ... الآية الشريفة تنبيه للمؤمنين على أن كل ما تفعلون من عمل أو تقولون من قول فالرسول يدري به ويعرفه من عند ربّه لأنّ الله سبحانه يخبره بذلك فلا تفعلوا عملا يفتضح ، ولا تقولوا قولا يظهر كذبه فيذهب ريحكم عنده صلوات الله عليه وآله وعند المؤمنين كما أخبره الله تعالى به من كذب الوليد بن عقبة. وهذه إحدى معجزاته صلوات الله عليه وآله ، فإنّه (لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ