لَوَلَّوُا الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً (٢٢) سُنَّةَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً (٢٣))
١٨ و ١٩ ـ (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ) ... قد سبق تفصيله وقلنا إن وجه تسمية هذه المعاهدة ببيعة الرّضوان لهذه الآية ، فقد رضي عنهم (إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ) من الإخلاص (فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ) أي السكون والاطمئنان بحيث زال عنهم خفقان قلوبهم الذي عرض عليهم من الخوف والخشية (وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) أي جازاهم فتحا قريبا بالوقوع وهو فتح خيبر بعد رجوعهم من الحديبيّة ، فأثابهم الفتح (وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها) هي أموال أهل خيبر أي يجمّعونها ويملكونها (وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً) أي غالبا في تدبيره مراعيا لمقتضى حكمته في جميع الأمور.
٢٠ ـ (وَعَدَكُمُ اللهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً) ... أي لا تنحصر في مغانم خيبر بل وعدكم إيّاها وغيرها من مغانم أخرى من الفتوح إلى الأبد (فَعَجَّلَ لَكُمْ هذِهِ) أي غنائم خيبر التي وصلت إليك معجلا من غير ترقّب (وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ) من أهل خيبر وحلفائهم ، وذلك أن النبيّ صلىاللهعليهوآله لمّا قصد خيبر وحاصر أهلها همّت قبائل من أسد وغطفان وهوازن أن يهجموا على اموال المسلمين وعيالاتهم بالمدينة فكفّ الله أيديهم عنهم بالرّعب والخوف في قلوبهم من النبيّ وعسكره لعل هذا هو المراد بقوله في الآية التالية (وَأُخْرى لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْها) ، (وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ) عطف على ما تقدم من حاصل قوله سبحانه (فَعَجَّلَ) في إيصال الغنائم إليكم لإظهاره وعده ولتكون إمارة دالّة على صدق النبيّ صلىاللهعليهوآله في وعده للمؤمنين بأخذهم الغنائم واستفادتهم الكثيرة منها ما داموا على ما كانوا عليه ثابتين في أمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر قولا