١٣ ـ (وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ) ... أي من لم يصدّقهما قلبا ولم يتّبعهما عملا صالحا (فَإِنَّا أَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ سَعِيراً) أي نارا ملتهبة مشتعلة ، وتنكيرها للتّهويل أو لكونها علما لهم ومخصوصة أو لطبقة معلومة. وذكر الظاهر مكان المضمر في الكافرين تسجيلا عليهم بالكفر وتصريحا به ، ثم يسجّل ويؤكد توعيداته وتهويلاته بقوله تعالى :
١٤ ـ (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ... أي هو مالك لعالم الملك والملكوت وبيده تدبير جميع العوالم العلويّة والسّفلية (يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) هذا متفّرع على كون جميع الأشياء في قبضة اقتداره وسطوته وفعاليّته لما يشاء ومختاريّته لما يريد بيده الخير وهو على كل شيء قدير (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) وكان المناسب أن يقول سبحانه (معذبا) مكان (رَحِيماً) لتناسب الذيل مع المصدر إلّا أنّ إيثاره على العذاب لسبق رحمته غضبه ولأوسعيّة رحمته وأشمليّتها منه ووجه أسبقيّة الرّحمة على غضبه ، أو من حيث إن الرحمة كانت دأبه ومن لوازم ذاته المقدّسة ، ولكنّ الغضب والتعذيب كانا داخلين تحت قضائه بالعرض ، فقهرا هي أسبق منه على ما قال به بعض الأجلّاء من الفلاسفة الإلهيّين ، وورد في الحديث القدسي : سبقت رحمتي غضبي ، وفي الدعاء عن الأئمة الهداة : يا من سبقت رحمتك غضبك ، فيستفاد من هذه الأحاديث والدعوات أن هذا من الصّفات الخاصّة له سبحانه.
* * *
(سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلى مَغانِمَ لِتَأْخُذُوها ذَرُونا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونا كَذلِكُمْ قالَ اللهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ