بزيادة حرف الجر والإتيان به لتأكيد النفي. وقيل إن المراد بلفظ المثل هو المثل الفرضيّ ، يعني لو كان له مثل فرضا لم يكن كمثله شيء وقيل أريد بمثله ذاته كقولهم مثلك لا يبخل أي أنت لا تبخل. والحاصل من قوله ليس كمثله شيء أنه متفرّد في صفاته وفي ذاته القدسيّة (وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) يسمع المقولات ويبصر المبصرات فكل من يريد أن يقول منكرا من القول أو يفعل قبيحا من العمل فليقل وليفعل ، فإن الربّ لبالمرصاد ، وهذا تهديد منه سبحانه للعباد.
١٢ ـ (لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ... أي مفاتيح خزائنهما ، وقيل مفاتيح الأرزاق وأسبابها فتمطر السّماء بأمره وتنبت الأرض بإذنه (يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ) أي يوسّعه (وَيَقْدِرُ) أي يقتّر ويضيّق ، كلّ ذلك على طبق مشيئته (إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) أي منه مصالح البسط والتقتير فيفعله على ما ينبغي.
* * *
(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (١٣))
١٣ ـ (شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصَّى بِهِ نُوحاً) ... أي سنّ لكم