سفيان بن عبد الله الثقفي : سألت النبيّ صلىاللهعليهوآله وقلت : أخبرني بخصلة حتّى أتمسّك بها. قالصلىاللهعليهوآله : قل ربّي الله فاستقم. ثم قلت أخوف ما لا بدّ من الاحتراز منه أيّ شيء يكون؟ فأخذ بلسانه الشريف وقال : حفظ اللّسان (تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ) في المجمع عن الصّادق عليهالسلام والقميّ قال : عند الموت أو عنده وفي القبر والقيامة ، أي عند الشّدائد (أَلَّا تَخافُوا) أي يبشّرونهم بأن لا تخافوا ممّا أمامكم من العقبات والمواقف (وَلا تَحْزَنُوا) على ما أخلفتم من ولد وأهل وأموال جمعتموها بكدّ يمين وعرق جبين (وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) هذه بشائر متعاقبة من الربّ الرحيم لعباده.
٣١ ـ (نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) ... أي نتولّى أموركم من حفظكم وإلهامكم الخير وغير ذلك مما تحتاجون إليه بإذن من الله في الحياة الدّنيا (وَفِي الْآخِرَةِ) بأن نشفع لكم ولا نفارقكم حتى ندخلكم الجنّة بأنواع الإكرام (وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ) من أنواع النّعم واللّذائذ ممّا لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر في الدّنيا (وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ) أي ما تتمنّون وتطلبون. وهي من الدّعاء بمعنى الطلب.
٣٢ ـ (نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) ... أي جميع ذلك نزل أي عطاء وفضل ذو بركة من ربّ كثير المغفرة والرّحمة. والمناسب للنّزل أن يتعاقبه بقوله (من جواد كريم) ولكنّه لما كان غفران ذنوب العاصين من أعظم أنواع الجود وكذلك الرحمة الرحيميّة من أحوج الأمور للعباد يوم المعاد فلذا أتى سبحانه وتعالى بهذين الوصفين إشارة إلى هذا المعنى الدقيق اللّطيف.
٣٣ ـ (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ) ... صورته استفهام لكن المراد به النفي ، وتقديره : وليس أحد أحسن قولا ممّن دعا إلى توحيد الله وطاعته وأضاف إلى ذلك (وَعَمِلَ صالِحاً) ليقتدى به فيه. ويستفاد من الشريفة أن الإنسان في مقام العبودية لا بدّ له من أمور ثلاثة حتى يكمل