مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلى ذِكْرِ اللهِ ذلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ (٢٣) أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ (٢٤) كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ (٢٥) فَأَذاقَهُمُ اللهُ الْخِزْيَ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٢٦))
٢٢ ـ (أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ ...) أي الذي له الأهليّة والاستعداد لإفاضة الألطاف إليه واستفاضته من المفيض المطلق على وجه ينشرح صدره لقبول الإسلام والإيمان ، هل هذا كمن ليس له القابليّة لأن يفاض عليه من المواهب التي تنوّر القلوب وتنشرح الصّدور لقبول الإيمان ، وفي النتيجة يقع في مضيق الكفر وفي وادي الجحد ويكون مصيره إلى جهنّم وبئس المصير. أمّا انشراح الصّدر فيتصوّر أن يكون بأمور ثلاثة : الأول : بقوة الأدلّة التي نصبها الله تعالى ، وهذا يختصّ به العلماء. والثاني : بالالطاف التي تتجدّد له حالا بعد حال كما قال سبحانه (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً) والثالث بتوكيد الأدلّة وحلّ الشّبهة وإلقاء الخواطر. وقد قال القمي : نزلت في أمير المؤمنين عليهالسلام. وقال العامة نزلت في عليّ والحمزة (فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ) أي على يقين وهداية والخبر محذوف أي كمن طبع على قلبه ، وما بعدها في أبي لهب وولده (فَوَيْلٌ لِلْقاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ) أي من ترك ذكره سبحانه أو من أجل ذكره تعالى ، وهي كلمة التوحيد. أي كلّما ذكرت عندهم هذه الكلمة ضاقت قلوبهم