كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٧٣) مِنْ دُونِ اللهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ الْكافِرِينَ (٧٤) ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (٧٥) ادْخُلُوا أَبْوابَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٧٦))
٦٩ ـ (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ ...) ثم أن الكفّار مع كثرة الدلائل والبراهين الواضحة لمّا كانوا في مقام المنازعة والمخاصمة ولم يتوقفوا عنها لذلك قام في صدد تهديدهم يقول على سبيل التعجّب مخاطبا لرسوله صلىاللهعليهوآله : ألا ترى إلى هؤلاء المشركين المعاندين المخاصمين في آياتنا بلا حجة ولا سلطان (أَنَّى يُصْرَفُونَ) أي كيف يصرفون عن التّصديق بها مع كثرتها ووضوحها.
٧٠ إلى ٧٢ ـ (الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ ...) أي بالقرآن أو المراد جنس الكتاب فيشمل جميع كتبه السّماوية (وَبِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا) إذا كان الكتاب هو القرآن فالمراد بالموصول هو الكتب السّماوية الأخر ، وإن كان المراد هو الجنس فهو الوحي والشريعة ، يعني أن الكفّار ما صدّقوا بالكتب والشرائع (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) عاقبة عدم تصديقهم وسوء خاتمة أمرهم ووبال تكذيبهم قريبا فيعرفون حينئذ أن ما دعوتهم إليه حق وما ذهبوا إليه وارتكبوه كان ضلالا وفسادا ، فسيرون سوء مصيرهم (إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ) كلمة (إِذِ) ظرف زمان يستفاد منها التسويف وبيان زمان كشف معلومهم والمعلوم هو كون الأغلال في أعناقهم وسحبهم بالسّلاسل وهذا غاية الذّل والهوان وإيراد الكلام بصورة الجملة الاسميّة الدالة على