لقوله (أَمْرُهُ) والوجه الأوّل أوجه لأنه أبلغ وآكد في المدّعى كما لا يخفى على من تدبّر. وبالجملة نستفيد من الآية المباركة أن قوله سبحانه (أَنْ يَقُولَ لَهُ ، كُنْ ، فَيَكُونُ) أن هذا القول تقريب لأفهامنا ، والواقع انه لو أراد شيئا كان الشيء بلا حاجة إلى لفظ كن. فإيجاده عين وجود الشيء خارجا وخطور الشيء بساحته المقدسة عين وجوده وحضوره لا فصل بينهما ولا تقدّم وتأخّر إلّا بالمرتبة. وتفسير هذا المعنى بلفظ كن لكونه أبلغ فيما أراد إيجاده ولو كان لفظ آخر أبلغ لاختاره عزوجل. فاذا كانت قدرته في الإيجاد والتكوين بهذه المرتبة فسبحان الذي إلخ ...
٨٣ ـ (فَسُبْحانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ ...) أي منزّه عن نفي قدرته على إعادة المخلوقات وإلباسهم ثوب الوجود للرّجوع إلى المعبود الذي (بِيَدِهِ) أي قدرته (مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) أي حقيقته التي قوامه بها أو ملكه وسلطانه (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) وعد للمقرّين أي الموحّدين ووعيد للمنكرين.