أخبره عزوجل بذلك في قوله : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) ثم قال تعالى : (أَمْ يَحْسَبُونَ) ، الآية أي هل يظنّون أنّا لا نسمع سرّهم ونجواهم؟ (بَلى) نحن نسمع ذلك وندركه مضافا بأن (رُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ) أي الحفظة عندهم لا يزالون يكتبون ما يقولون ويفعلون. وقال القمّي : يعني ما تعاهدوا عليه في الكعبة أن لا يردّوا الأمر في أهل بيت رسول الله (ص) ولا يتنافى ما فسّرنا النجوى به مع ما قال به القمّي رضوان الله عليه ، لأنّهم في دار النّدوة ربّما كانوا يتشاورون في كلا الأمرين بل وفي أمور أخر كما أنّ ديدنهم كان على أن يقعدوا فيها ويتكلموا في مهامّ أمورهم. وعن الصّادق عليهالسلام أن هذه الآية نزلت فيهم.
* * *
(قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ (٨١) سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (٨٢) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (٨٣))
٨١ ـ (قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) ... أي فرضا إذا كان له ولد فأنا أولى بعبادة الولد لأنّ تعظيمه تعظيم الوالد والنبيّ مقدّم في كلّ حكم على أمّته.
٨٢ ـ (سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) ... ثم إنه سبحانه نزّه نفسه المقدّسة عن صفات البشريّة التي يصفونه بها. وكونه ذا ولد يستلزم أن تكون ذاته قابلة للتجزّؤ والتبعيض ، وإذا كان ذلك محالا في حقّ إله العالم