قيل في تفسيره ، فتنزيل مبتدأ خبره كتاب. وعلى الأول هو بدل منه أو خبر بعد خبر.
٢ ـ (تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ...) خبر مبتدأ محذوف أي : هذا تنزيل ، الآية. ولعلّ هذا الاحتمال مقدّم على ما ذكر آنفا. وكتاب أبدل منه.
٣ و ٤ ـ (كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ ...) أي ميّزت وبينت أحكاما وقصصا ومواعظ. وقال القمي : أي بيّن حلالها وحرامها وأحكامها وسننها (قُرْآناً عَرَبِيًّا) أي حال كونه قرآنا ، فنصبه على كونه حالا من الكتاب أو منصوب على المدح ، أي على تقدير : أمدح قرآنا ، وعربيّا صفة للقرآن. وسمّي قرآنا لأنه قد جمع فيه علوم الأوّلين والآخرين ، وقرن فيه ما يدل على ذاته تعالى وتوحيده وسائر صفاته ، وفيه أحوال البشر من آدم ومن دونه إلى انقراضه وأحوال سائر الحيوانات وأحوال النباتات والجمادات ، وبالجملة فيه أحوال جميع المكوّنات من الدّرة إلى الذّرة وأسرارها ، وقد نزل بأحسن اللغات من جهات ولو وفّقنا الله لذكرنا بعضها بحوله تعالى في محلّه (لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) أي من العرب أو المراد منهم هم العلماء وقد أنزلناه (بَشِيراً وَنَذِيراً) أي مبشّرا للمطيعين بالثواب ومنذرا للعاصين بالعقاب واطلاق اسم الفاعل على القرآن مع أنه فيه البشارة والإنذار لا أنه المبشر والمنذر بل المبشر والمنذر هو المنزّل عليه صلىاللهعليهوآله ، هو ظرف للوصفين ، كما أن فيه غيرهما من القصص والأخبار والمواعظ ونحوها ، لكن لا يطلق عليه أنه واعظ أو مخبر أو قاص ، إلّا بالعناية والمجاز لفائدة كما فيما نحن فيه حيث إنّه أطلق عليه الاسم للتّنبيه على أنه كامل في صفة البشارة والإنذار كما يقال شعر شاعر وكلام قائل (فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ) عن التدبّر فيه والتفكّر في كشف أسراره ورموزه وإمعان النظر في معانيه (فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ) أي لا يستمعون إليه حينما قرأ القرآن عليهم بل كانوا يضعون أصابعهم في آذانهم حتى لا يسمعوا كلامه صلوات الله عليه وآله