صاحبها فعل فعلا قبيحا كذائيّا فسمّي ذلك شهادة. ومنها كما يقال عيناه تشهدان بكذا وكذا. وأنه كان نائما مثلا أو مريضا. والذي يقوى في النظر هو الأوّل وإن كان الجميع من المعقول إلّا أن يجيء أمر في ذلك من ينابيع العلم والحكمة فهو الحق. وقال القمّي : إذا جمع الله عزوجل الخلق يوم القيامة دفع إلى كلّ إنسان كتابه (أي قائمة عمله) فينظرون فيه فينكرون أنهم عملوا من ذلك شيئا فتشهد عليهم الملائكة فيقولون يا ربّ إن ملائكتك يشهدون لك ، ثم يحلفون أنّهم لم يعملوا من ذلك شيئا. وهو قول الله عزوجل (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَما يَحْلِفُونَ لَكُمْ) فإذا فعلوا ذلك ختم الله على ألسنتهم وتنطق جوارحهم بما كانوا يكسبون. وفي الكافي عن الباقر عليهالسلام : وليست تشهد الجوارح على مؤمن ، إنّما تشهد على من حقّت عليه كلمة العذاب. فأمّا المؤمن فيعطى كتابه بيمينه قال الله عزوجل (فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً).
٦٦ ـ (وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ ...) أي لاستأصلنا أثرها كأن لم يكن لهم أعين في صفحة وجوههم أبدا فيصيرون ممسوحي الأعين (فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ) أي فاستطرقوا الطريق التي كانت تبدو معتادة لهم سلوكها (فَأَنَّى يُبْصِرُونَ) فكيف يبصرون بعد ذلك طريق الهدى وكيف يقدرون المشي إليها والسير نحوها ، أي أنهم لا يبصرونها أبدا فهم لا يزالون في ضلالة وغواية.
٦٧ ـ (وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ ...) أي كأنّ قائلا يقول : إنّ الأعمى قد يهتدي بالأمارات العقليّة أو النقليّة أو الحسيّة غير حسّ البصر ، كاللّمس باليد على الجدران ونحوه ، فقال سبحانه : ولو أردنا لمسخناهم قردة وخنازير أو حجارة بتغيير صورهم وإبطال قواهم (عَلى مَكانَتِهِمْ) أي في مكانهم الذي هم جالسون فيه بحيث يجمدون. وفي القمّي : يعني في