أسباب الحوادث السّفليّة ، وكيف يكونون قادرين على الارتقاء وتدبير عوالم الملك والملكوت والحال أنهم عجزة ما هم الا جند مّا :
١١ ـ (جُنْدٌ ما هُنالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزابِ ...) لفظة (ما) في هذه الموارد زائدة تجيء للتقليل غالبا والمعنى : هم جند حقير و (هُنالِكَ) إشارة إلى بدر أو الخندق أو الفتح و (مَهْزُومٌ) أي مكسور عمّا قريب (مِنَ الْأَحْزابِ) أي أنّهم من جملة الكفرة المتحزّبين على الرّسل في كلّ عصر ، وأنت يا محمد غالبهم ، فلا تبال بهم. وهذا الكلام إعجاز ، لأنه إخبار عن الوقائع التي تحدث بعد زمان الإخبار ، وقد ظهرت كما أخبر. ولما ملّ خاطره الشريف (ص) عن تكذيب القوم له ، سلّاه الله سبحانه بقوله يا محمد :
* * *
(كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتادِ (١٢) وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ أُولئِكَ الْأَحْزابُ (١٣) إِنْ كُلٌّ إِلاَّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقابِ (١٤) وَما يَنْظُرُ هؤُلاءِ إِلاَّ صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِنْ فَواقٍ (١٥))
١٢ ـ (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ ...) أي أن تكذيبك من قومك ليس بأمر جديد بديع ، بل كذّب قبل قومك قوم نوح نوحا ، وقوم كلّ نبيّ نبيّهم ، إلى أن انتهى الأمر إلى قومك فكذّبوك فيما جئتهم به. فلا تعتن