خادم ، وهم يزعمون أنهم أنبياؤه ورسله. وكان البعل في مدينة بعلبك ولذا سمّيت (بعلبك) باسم ذلك الصنم.
والحاصل أن إلياس عليهالسلام قال لقومه :
أتعبدونه (وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ) أي وتتركون عبادة أحسن المصوّرين أو أحسن الصّانعين أو المراد ما هو الظاهر من الشريفة : أي أحسن الموجدين. ولمّا لم يكن تعدّد في الخالق والموجد فلا بدّ من أن نحمل الخلق على التقدير ، أي أحسن المقدرين. فإن كلّ ما يخرج من العدم إلى الوجود مفتقر إلى تقديره أوّلا ، وإيجاده على وفق التقدير ثانيا ، وإلى التصوير بعد الإيجاد ثالثا ، فالله تعالى خالق من حيث هو مقدّر ، أي مرتّب خلقه على تقديره. فيصحّ أن يقال إنه خالق أي مقدّر ، أو أننا لا نؤوّله ونبقيه على ظاهره بلا أيّ تأويل وتصرّف ونقول : المراد أنّه تعالى أحسن الخالقين فرضا وبزعمكم أن له تعالى شركاء في الخلق وسائر جهات الألوهيّة ، لكنه أحسن الآلهة في الخلق والتدبير وغيرهما ، فكيف تقدّمون المرجوح على الراجح والحسن على الأحسن لو كنتم تعقلون؟ فإن تقديم الحسن على الأحسن هو تقديم بلا مرجّح إن لم نقل إنه من القسم الأوّل. والحاصل إن إلياس لما عابهم على عبادة غير الله وعيّرهم على ذلك صرّح بنفي الشركاء فقال : (اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ) قرئ بنصب الثلاثة بدلا من قوله (أَحْسَنَ الْخالِقِينَ) وقرئ بالرفع خبرا عن المحذوف من الضمير الراجع إلى أحسن الخالقين بتقدير : الذي هو الله ربّكم وربّ آبائكم ... ثم إنهم بعد هذه الدعوة غضبوا عليه وكذّبوه كما في الآتي :
١٢٧ إلى ١٣٢ ـ (فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ...) أي سنحضرهم في محضر الحساب لنذيقهم العذاب الذي لا نجير منه (إِلَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) والاستثناء إمّا منقطع ، أو هو استثناء من فاعل (فَكَذَّبُوهُ) أي أن عباد الله المخلصين لم يكذّبوه بل صدّقوا دعوته (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي