العذاب. ولمّا كان المولى اسم جنس فلذا جمع الضمير الراجع إليه. فلا يدفع عذاب عن أحد (إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ) أي بالعفو عنه والإذن للشّفعاء بالشفاعة له. ويستفاد من الاستثناء أن المراد به هو المؤمن المذنب ، وإلّا فإن هذه الرّحمة إذا كانت من ناحية الشفاعة فلا تشمل أحدا من أصناف الكفرة وما لهم في الآخرة من نصيب (إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ) القويّ في الانتقام من أعدائه ، أعداء الدّين لأنه الغالب فيما يشاء ولا يغلب فيما أراد (الرَّحِيمُ) اللطيف بأوليائه وأهل طاعته. ولمّا كان سياق الكلام لتهديد الكفار فلذا في مقام الفصل بين الفريقين قدّمهم في شرح أحوالهم وقال فيما يلي :
* * *
(إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (٤٣) طَعامُ الْأَثِيمِ (٤٤) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (٤٥) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (٤٦) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ (٤٧) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ (٤٨) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (٤٩) إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (٥٠))
٤٣ إلى ٤٦ ـ (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ) ... الزّقوم شجرة مرّة كريهة الطّعم والرائحة يكره أهل النار على تناولها. وإنها شجّرة تخرج في أصل الجحيم ، طلعها كأنّه رؤوس الشياطين على ما في الآية الشريفة وقد مرّ شرحها وهذه الشجرة (طَعامُ الْأَثِيمِ) قوت من له الإثم الكثير أي باعتبار أوراقها وأثمارها. فهو من باب المجاز في الحذف وقد قال القمّي : نزلت