ثبوت كون الأغلال في الأعناق في الأزمنة الثلاثة لتيقّنه ، لأن الأمور المستقبلة المتيقّنة في قوّة الماضي والحال كقوله سبحانه (وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ فِي الْحَمِيمِ) أي يجرّون في الماء الحار الذي قد انتهت حرارته في الشدّة (ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ) من سجر التنّور إذا ملأه من الوقود. ويستفاد من هذا الكلام أنّ بطونهم تملأ نارا في تلك الحالة إذ يحرقون في النار ويحتمل أن يكون المعنى أن بطونهم تملأ من الوقود ثم يحترق الوقود بحيث تحترق جميع أعضائهم في الجحيم من شدة الحرارة المكانيّة والجوفيّة.
٧٣ و ٧٤ ـ (ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ ...) أي يسأل خزنة جهنّم أو غيرهم من الملائكة أهل الشّرك والعناد : أين الذين كنتم تعبدونهم من دونه تعالى؟ وهذا سؤال توبيخ وتوهين فيجيبون بما حكى الله تعالى (قالُوا ضَلُّوا عَنَّا) أي غابوا عنّا بحيث لم نجدهم وكنا نزعم أنهم ينفعوننا ويدفعون عنّا الضّرر ، واليوم ضاعوا عنّا وهلكوا ثم يستدركون بقولهم : (بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً) ويفهم أن هذا الاستدراك للاسترحام والاستعطاف. والحاصل من الكريمة بعد سؤال المشركين عن آلهتهم والجواب عنهم أن الآلهة ضلّوا عنّا فلم نجد ما كنّا نتوقع منهم ، وقالوا ثانيا : بل لم نكن نعبد في الدنيا شيئا نستفيد وننتفع اليوم بعبادته كما كنّا في الدنيا غير مستفيدين ولا منتفعين بهم وبعبادتهم. بل ليس ببعيد أن يكون استدراكهم اعترافا بأنّا في الدنيا كنا عالمين بأن عبادتنا للأصنام كانت لا تنفعنا لأنّها جمادات وليست بشيء يعتنى به ، لكن العصبيّة الجاهلية دعتنا إلى هذا فأعرضنا عن عبادة ربّنا وخالقنا إلى عبادة ما ليس بشيء قطّ. وفي القمّي عن الباقر عليهالسلام في قوله تعالى (أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) أي أين إمامكم الذي اتّخذتموه دون الإمام الذي جعله الله للناس إماما؟ وفي البصائر عنه عليهالسلام ، قال : كنت خلف أبي وهو على بغلته ، فنفرت بغلته ، فإذا هو بشيخ في عنقه سلسلة ورجل