٣٥ ـ (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ...) أي اصبر يا محمد على أذى قومك وعلى تركهم إجابتك في دعوتك فإن الصّبر من شيم الأنبياء والرّسل الذين كانوا قبلك ، وبالأخصّ صبر أولي العزم منهم ، وهم على المشهور والمنقول عن الإمامين الباقر والصادق عليهما الصّلاة والسلام : خمسة. ففي الكافي عن الصادق عليهالسلام في هذه الآية قال : هم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليه وآله وعليهمالسلام. قيل كيف صاروا أولي العزم؟ قال : لأن نوحا بعث بكتاب وشريعة ، وكل من جاء بعد نوح (ع) أخذ بكتاب نوح وشريعته ومنهاجه حتى جاء إبراهيم بالصحف وبعزيمة ترك كتاب نوح لا كفرا به ، فكلّ نبيّ جاء بعد إبراهيم أخذ بشريعة إبراهيم عليهالسلام ومنهاجه وبالصّحف حتى جاء موسى عليهالسلام بالتوراة وبشريعته ومنهاجه وبعزيمة ترك الصّحف ، فكلّ نبيّ جاء بعد موسى (ع) أخذ بالتوراة وبشريعته ومنهاجه حتى جاء عيسى المسيح عليهالسلام بالإنجيل وبعزيمة ترك شريعة موسى ومنهاجه ، فكلّ من جاء بعد المسيح أخذ بشريعته ومنهاجه حتّى جاء محمد صلىاللهعليهوآله فجاء بالقرآن وبشريعته ومنهاجه فحلال محمد حلال إلى يوم القيامة ، وحرامه حرام إلى يوم القيامة. فهؤلاء أولو العزم من الرسل. ويقال لهم سادة النبيّين وهذا الاسم مرويّ عن الصّادق عليهالسلام قال : سادة النبيّين خمسة وهم أولو العزم من الرّسل ، وعليهم دارت الرّحى : نوح (ع) وإبراهيم (ع) وموسى (ع) وعيسى (ع) ومحمّد صلوات الله عليه وآله (وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ) أي لا تتسرّع ولا تطلب لقومك العذاب فإنه مصيبهم لا محالة. فأستبطئ في طلب العقاب لهم لأنّك نبيّ الرّحمة ، ولكنّهم عمّا قريب يرون العذاب. وبعد مشاهدة أهوال يوم المعاد ولعروض الخوف عليهم يحسبون كأنهم في الدنيا (لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ) مع انهم ربّما عمروا في الدّنيا أزيد من مائة سنة (بَلاغٌ) أي ما ذكر أو ما قيل في تلك السورة أو في هذا القرآن من المواعظ والنّصايح تبليغ من الله عزّ