وإذا سمعوه بغتة ما كانوا يتأمّلون ولا يفكرون فيه.
٥ ـ (وَقالُوا قُلُوبُنا فِي أَكِنَّةٍ ...) أي في أغشية وأستار كأنّ القلوب ملفوفة بها فلا يؤثر فيها القرآن ولا كلمات النبيّ صلوات الله عليه وآله وقلوبنا مغشاة لا تعي شيئا (مِمَّا تَدْعُونا إِلَيْهِ) هذا اعتراف منهم بأنهم لا يتأثّرون بالقرآن ولا يستفيدون منه ولا من غيره من الآيات ودلائل التوحيد (وَفِي آذانِنا وَقْرٌ) أي صمم ، وأصله الثقل (وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ) أي ستار ومانع يمنعنا عن التواصل والتقارن. وقال القمّي : أي تدعونا الى ما لا نفهمه ولا نعقله. قيل هذه العناوين كنايات وإشارات عن امتناع مواصلتنا وموافقتنا معك (فَاعْمَلْ) على دينك (إِنَّنا عامِلُونَ) على ديننا ولا نتّبعك أبدا فلا تتّبعنا كذلك.
٦ و ٧ ـ (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ...) أي من ولد آدم ، وإنّما خصّني الله تعالى بنبوّته وميّزني عنكم بأن (يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ) ولو لا الوحي ما دعوتكم إلى شيء ولا أقدر على أن أحملكم على الإيمان قهرا ، فإن شرّفكم الله تعالى بالتوفيق والهداية لقبول التّوحيد والرسالة تنالكم السّعادة في الدارين وإن رددتموه وما قبلتم التوحيد ونبوّتي يلحقكم الخسران والخذلان (فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ) أي كونوا على الجادّة المستقيمة المعتدلة متوجّهين إليه بالتوحيد والإخلاص في عبادتكم إيّاه غير معرضين عن الحقّ والحقيقة بالإشراك أو الإنكار مطلقا عتوّا واستكبارا ، بل استغفروه من الشّرك والجحود والعناد ومما أنتم عليه الآن وكنتم عليه في سوابقكم (وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ) تهديد لهم بالويل وبنار جهنّم. وقد خسر (الَّذِينَ لا يُؤْتُونَ الزَّكاةَ) أي لا يعطون المفروضة. وفيه دلالة على أن الكفّار مكلّفون بالفروع ومخاطبون بالشّرائع ، وهذا هو الظاهر من الروايات وحكم العقل. أما الرّوايات فلا بدّ من الرجوع إليها ، وأما حكم العقل فقد فصّل في محلّة أي في علم الكلام ومن أراد التفصيل فليراجعه ولو وفّقنا