يكون ممدوحا بل هذا العفو مذموم.
* * *
(وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (٤٠) وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ (٤١) إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٤٢) وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (٤٣))
٤٠ ـ (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) ... هذه الكريمة تبيّن واجب المنتصر بأنه لا يجوز التعدّي في مقام الانتصار عما جعله الله له ، أي (فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ) أيضا نظير ما نحن فيه قوله (وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ)(فَمَنْ عَفا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ) أي عفا وتجاوز عن حقّه ، وأصلح بينه وبين خصمه إذا كان من أهل الايمان وبشرط القربة لله ، فيقع أجره على الله وهو خير له من الانتصار. وفي التبيان عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنه قال : إذا كان يوم القيامة نادى مناد من كان أجره على الله فليدخل فيقوم عنق من الناس فيسأل الملائكة عنهم بأنّه أيّ أجر لكم على الله؟ فيقولون : نحن الذين عفونا عمّن ظلمنا من المؤمنين ، فيقال لهم ادخلوا الجنّة بغير محاسبة عن أعمالكم. (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) في هذه الجملة إشعار بأن الانتقام من المنتصر ليس بمأمون من