الجنّة في البقاء على أهلها بميراث يتوارثه المستحقون ويبقى لهم أبدا (لَكُمْ فِيها فاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْها تَأْكُلُونَ) جمع سبحانه بين الطعام والشراب والفواكه وبين دوام ذلك فهذه غاية الأمنية. ثم أخبر عن أحوال أهل النار فقال سبحانه وتعالى :
* * *
(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ خالِدُونَ (٧٤) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (٧٥) وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (٧٦) وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ (٧٧) لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ (٧٨) أَمْ أَبْرَمُوا أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (٧٩) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ بَلى وَرُسُلُنا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (٨٠))
٧٤ و ٧٥ ـ (إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذابِ جَهَنَّمَ) ... قال القمّي : هم أعداء آل محمّد صلوات الله عليهم أجمعين وهذا تأويله. وأمّا تنزيله فإن أرباب الخطايا والذنوب وكلّ من كان معذبا في جهنم ، و (خالِدُونَ) خبر (إِنَ) والجارّ مع ما يتعلّق به متعلّق به ، وقدّم عليه مبالغة بعذابهم كما أن الآية الآتية بعد هذه مؤكّدة لعذابهم تخويفا لهم ولرجاء رجوعهم عن كفرهم إلى الإيمان. فالمجرمون خالدون في العذاب وهو (لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ) أي لا يخفّف عنهم ، وهم في العذاب محزونون آيسون من الرّحمة ساكتون في حيرة.
٧٦ ـ (وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ) ... أي نحن عذّبناهم بما