أطاعوه بل كذّبوه ونسبوه الى غيره تعالى وغير رسوله فأخبر سبحانه وتعالى رسوله بذلك قائلا له : (وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ) يعني أن المشركين قبل نزول القرآن كانوا يتمنّون أن ينزل عليهم الكتاب فلما جئتهم بكتاب من عندنا رجعوا عمّا كانوا عليه. و (مِنَ الْأَوَّلِينَ) أي من جنس كتب الأقدمين. فلو كان لنا ذلك (لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ) الذين أخلصوا العبادة له تعالى ، أو إن الله تعالى أخلص عبادتهم له واختصّها بذاته فما كانت فيها شائبة الشّرك والرياء والسّمعة ، فعلى ذلك تقرأ الصّفة بصيغة المفعول.
١٧٠ ـ (فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ...) أي حين جاءهم محمد صلىاللهعليهوآله بكتابه الكريم أعرضوا عمّا قالوا وأصرّوا على جحدهم وعنادهم (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) عاقبة كفرهم. وهذه الجملة تهديد ووعيد لكفار مكة وكذا الآيات اللّاحقة وعيد لقريش ووعد بالنصر والغلبة للنبيّ صلىاللهعليهوآله.
* * *
(وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢) وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ (١٧٣) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٤) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٥) أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (١٧٦) فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٧) وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٨) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٩) سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا