١١ ـ (ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا) ... أي ناصر المؤمنين وقاهر الكافرين (وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ) حتى يدفع العذاب عنهم ويعينهم في رفع غائلة الهلاك والنقمة. والمولى جاء لمعان متعدّدة. المالك ، والسيّد ، والعبد ، والمعتق بكسر عين الفعل والفتح ، والمنعم بكسرها وفتحها ، والصّاحب ، والناصر ، والحليف ، والجار ، والنزيل ، والشريك ، والابن ، وابن العم ، وابن الأخت ، والعم ، والصّهر القريب مطلقا ، والوليّ ، والتابع. وجمعه موالي ، والتمييز بينهما موكول إلى القرائن في كلّ مورد ، وكذلك الوليّ استعمل في معان كثيرة : المحبّ ، والصّديق ، والنّصير ، والجار ، والحليف ، والتّابع ، والصّهر ، وكلّ من ولي أمر أحد ، والحافظ. يقال (اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا) أي حافظهم. والمطيع فيقال (المؤمن ولي الله) أي مطيع له ، ووليّ العهد أي وريثه في ملكه وسلطانه والتعيين في عهدة المقامات.
١٢ ـ (إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا) ... أي يأذن لهم في الدّخول ، ويوفّقهم للأعمال الصالحة ليكونوا في (جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) أي من تحت الأشجار تجري الأنهار الصافية والمياه العذبة (وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ) أي ينتفعون بالأمتعة الدنيويّة (وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ) أي ينهمكون في شهواتهم غافلين عن عواقب أمرهم حريصين على الأكل كالبهائم في معالفها ومسارحها لا تعرف غير الأكل شيئا ، غير حاسبة لما تؤول إليه عاقبة أمرها من النّحر والذّبح. وقد أخبرهم الله بما يرجع إليه أمرهم بقوله سبحانه (وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ) أي منزل ومقام لهم. ثم إنه جلّ شأنه بعد بيان أحوال الفريقين يهدّد ويخوّف أهل الكفر والنفاق بقوله فيما يلي :
* * *