عليه صلوات الله : هو والله أمير المؤمنين عليهالسلام. وعن الصّادق عليهالسلام : النبأ الإمامة.
٦٩ ـ (ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى ...) أي الملائكة (إِذْ يَخْتَصِمُونَ) أي يتخاصمون ويتجادلون فأنبأني بأن جدالهم لا يكون إلّا عن وحي وعبّر بالتّخاصم لأنه سؤال وجواب فهو شبيه به. وقيل إن المراد بالملإ الأعلى هو الملائكة وآدم وإبليس الذين كانوا سكّان السّماوات في ابتداء الأمر ، والمراد بتخاصمهم هو مقاولاتهم من قول الملائكة (أَتَجْعَلُ فِيها مَنْ يُفْسِدُ) وقول آدم لبيان أفضليّته (أَنْبِئُونِي بِأَسْماءِ هؤُلاءِ) وقول إبليس حين امتنع عن السّجدة (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ) وحاصل الشريفة أنّه صلوات الله عليه وآله في مقام إثبات نبوّته ورسالته لأمّته يريد أن يقول لهم إنّ أقوى دليل وأظهر شاهد على نبوّتي هو إخباري عن قصّة الملأ الأعلى وتقاولهم على ما هو مذكور في كتب السّلف من الأنبياء والمرسلين ، مع أنّي أمّيّ لم أطالع كتبهم ولا تعلّمت عن أحدهم ولا رأيتهم ولم أدرس عند أحد كما شاهدتموني من أوّل استرشادي لأمري فانّي كنت بين أظهركم من بدء حداثتي. ولو كنت متعلّما ودارسا عند أحد لرأيتموني وشاهدتمونى فإنبائى عن الملأ الأعلى ، وإخباري عن مقاولاتهم تكشف عن وحي وإلهام سماويّ وعن عالم القدس بنزول الملك عليّ ففكّروا وتدبّروا ...
٧٠ ـ (إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ ...) أي لأنّما أنا نذير على قراءة فتح الألف في أنّما ، ومعناه : لا يوحى إليّ إلّا لأنّي نبيّ منذر للنّاس إنذارا غير خفيّ لأنّ الإخفاء علامة الخوف فلا يؤثّر ، ونتيجة هذا الإنذار هي النّجاة من ظلمة الضّلالة إلى أنوار الهداية ومن تيه الجهالة والغفلة إلى حدود المعرفة : وليعلم أنّ تقاول الملأ الأعلى قد ذكر في سورة البقرة والمقصد الأصلي في هذا المقام هو إنذار المشركين على استكبارهم وترفعهم الذي كان بمثابة ترفّع إبليس وأنفته عن السّجود لآدم. فلذا هو سبحانه