وإن وصف به الثوري
والأعمش فلا اعتذار ... .
قال الخطيب : « التدليس للحديث مكروه
عند أهل العلم ، وقد عظّم بعضهم الشأن في ذمّه ، وتبجّج بعضهم بالبراءة منه » .
ثمّ روى عن شعبة بن الحجّاج قوله : «
التدليس أخو الكذب ».
وعنه : « التدليس في الحديث أشدّ من
الزنا ».
وعنه : « لإنْ أسقط من السماء أحبّ إليَّ
من أنْ أدلّس ».
وعن أبي أسامة : « خرّب الله بيوت
المدلّسين ، ما هم عندي إلاّ كذّابون ».
وعن ابن المبارك : لأن نخرّ من السماء
أحبّ إليّ من أن ندلّس حديثاً ».
وعن وكيع : « نحن لا نستحلّ التدليس في
الثياب فكيف في الحديث! ».
فإذن : يسقط هذا الحديث ، بهذا السند ، الذي
اتّفقوا في الرواية به ، فلا حاجة إلى النظر في حال من قبل الأعمش من الرواة.
لكن مع ذلك نلاحظ أنّ الراوي عن الأعمش
عند البخاري وأحمد ـ في إحدى طرقهما ـ وعند مسلم والنسائي هو « أبو معاوية » وهذا
الرجل أيضاً من المدلّسين :
قال السيوطي : « فائدة : أردت أن أسرد
أسماء من رمي ببدعةٍ ممّن أخرج لهم البخاري ومسلم أو أحدهما :
وهم : إبراهيم بن طهمان ، أيّوب بن عائذ
الطائي ، ذرّ بن عبدالله المرهبي ، شبابة بن سوار ، عبدالحميد بن عبدالرحمن ... محمّد
بن حازم أبو معاوية الضرير ورقاء بن عمر اليشكري ... هؤلاء رموا بالأرجاء ، وهو
تأخير القول في الحكم على مرتكب الكبائر بالنار ... » .
__________________