تضجّره من الآخرة وتنفّره منه ، وهي مركّبة من (ويل) و (كاف الخطاب) والويل : حلول الشّر والهلاك ، ويدعى به لمن وقع في هلكة أو بليّة يستحقّها. وهو ينصب إذا أضيف على إضمار الفعل ، ويرفع في حال غير الإضافة على الابتداء. وأمّا في حال الإضافة فاذا رفعته لم يكن له خبر ، ولذا فلا يجوز عند الإضافة الّا النّصب. والحاصل أن (ويلك) دعاء على المخاطب ، و (ويلي) دعاء على نفس المتكلّم و (ويله) على مرجع الضّمير ، والتقدير (أدعو) أو (أطلب) أو أسأل الويل لك أو لي أو له. وقد قلنا إن معناه الشرّ والهلاك ، وجاء بمعنى البليّة والعذاب ، ويستعمل أيضا في مقام التعجب والاستحسان من قبيل قولك (قاتله الله) أو (لا أب لك) وفي ما نحن فيه أبويه يقولان له (ويلك آمن) تعجّبا من قوله (أَتَعِدانِنِي أَنْ أُخْرَجَ) ، الآية لا أنهما دعوا عليه بالهلاك. وقولهما له (آمِنْ) يعني بما جاء به النبيّ صلىاللهعليهوآله (إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ) أي بالبعث والنشور والثواب لأهل الطّاعة والعقاب للعاصين (فَيَقُولُ) في جوابهما (ما هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أي أباطيلهم سطّروها وليس لها حقيقة. والقمّي قال : نزلت في عبد الرحمن بن أبي بكر.
١٨ ـ (أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ ...) أي الذين هم عاقّون لوالديهم وعاصون لقولهم ، ومخالفون لرأيهم ، والذين وجبت عليهم كلمة العذاب أي قوله لإبليس (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) وقوله (فِي أُمَمٍ) أي مع أمم ، أو كائنين في أمم أو محسوبين في عداد أجيال من الكفرة قد مضت قبلهم من الجنّ والإنس كما قال تعالى (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) ويمكن أن يكون هذا الكلام ردّا على من لم يجوّز الموت على الجنّ. ثم إنه تعالى بعد الحكم بوجوب عقوبة المنكرين للبعث والحشر يعلّل لحكم المذكور ب (إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ) أي الأمم