إن كيفيّة المباشرة في العلويّات لها خصوصية ليس في السّفليّات فمع تلك الخصيصة يتمّ الحصر المستفاد من الآية (وَأَوْحى فِي كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها) أي ما بها يتعلّق أو لا يتعلّق بأهلها من الطاعات والعبادات. وهذا الوحي وحي تقدير وتدبير. ويحتمل أن يكون الوحي وحي تكليف بناء على كون البيان من الأمر هو الأمر لأهلها من حيث العبادة والطاعة فإنه يفهم من الرّوايات أن أهل السماوات مكلّفون بتكاليف خاصّة ، بعضهم بالقيام وبعض بالرّكوع ، وبعض بالسجود فقط. قال السدّي ولله في كل سماء بيت يحج ويطوف به الملائكة محاذ للكعبة ، بحيث لو وقعت منه حصاة ما وقعت إلّا على الكعبة عينها (وَزَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِمَصابِيحَ) أي النّيرات التي تضيء كالمصابيح أي السّرج (وَحِفْظاً) أي حفظناهن حفظا عن المسترقة أي عن صعود الشياطين الذي يدّعون استماع كلمات الملائكة واستراقها (ذلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) أي أن كلّ ما ذكر من بدائع الصّنايع هو خلقه صانع العالم وموجده من العدم الغالب على كلّ شيء ، والواجد لكمال العلم وتمامه. وفي الإكمال عن النّبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : النّجوم أمان لأهل السماء ، فإذا ذهبت النّجوم ذهب أهل السماء. وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض. ويؤيّد ذيل هذا الحديث قوله صلىاللهعليهوآله : لو لا الحجة لخسفت الأرض بأهلها أو لساخت الأرض ثم إنه تعالى بعد تعداده للآيات العظيمة الدالّة على ربوبيّته سبحانه وألوهيّته المطلقة الوحيدة توعّد أهل الشّرك والنّفاق والجحود والعناد بقوله خطابا لنبيّه صلىاللهعليهوآله :
* * *
(فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ (١٣) إِذْ جاءَتْهُمُ الرُّسُلُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ