يوم الحشر الأكبر ، ليس كمن أمن من العذاب (وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) من أعمالكم السّيئة وأقوالكم الموجبة للكفر فذوقوا وبالها أو نفسها بناء على تجسّم الأعمال.
٢٥ و ٢٦ ـ (كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ...) أي قبل كفرة مكة ومشركي قريش (فَأَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ) يعني من جهة لا تخطر ببالهم (فَأَذاقَهُمُ اللهُ الْخِزْيَ) أي الذّل كالمسخ والقتل والخسف والإجلاء عن أوطانهم (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) كان هذا جزاؤهم فيها (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ) أي أعظم وأدوم (لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) لو كانوا من أهل النظر والمعرفة والاعتبار حتى يجتنبوا عنه بإسلامهم.
* * *
(وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٧) قُرْآناً عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (٢٨) ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٢٩) إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (٣١))
٢٧ ـ (وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ ...) أي ما يحتاج إليه الناظر في أمر دينه ، بل ذكر فيه ما يحتاج إليه الناظر في أمر دنياه (لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) لكي يتذكّروا ويتدبّروا فيعتبروا.