بالنّسبة إلى الدنيا ، وفي الآخرة فإنه قد علم أنه في الجنّة وهم في النّار. وقيل في تفسيرها معان أخر ولا بعد بشمولها لها (إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ) وما أعلم زائدا على هذا ولا أتجاوزه (وَما أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ) أي مخوّف من عذاب الله وعقابه بالآيات والبيّنات (مُبِينٌ) أي أبيّن وأظهر الإنذار بالعواقب بالشواهد والمعجزات الصادقة.
١٠ ـ (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كانَ مِنْ عِنْدِ اللهِ ...) أي أخبروني إن كان القرآن نازلا من السماء (وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ) الواو حالية ويحتمل أن يكون المراد شاهدا معينا مثل موسى (ع) وشهادة موسى هي ما في التوراة من علائم النبيّ وأوصافه المذكورة فيها فإنها كتابه عليهالسلام. أو هو عبد الله بن سلام وروي أن عبد الله بن سلام وكان من أحبار بني إسرائيل وقد جاء إلى النبيّ صلىاللهعليهوآله وقال يا رسول الله : سل اليهود عنّي فإنهم يقولون هو أعلمنا ، فإذا قالوا ذلك قلت لهم إنّ التوراة دالّة على نبوّتك ، وإنّ صفاتك فيها واضحة. فلمّا سألهم قالوا ذلك ، فحينئذ أظهر ابن سلام إيمانه فكذّبوه. هذا ويحتمل أن يكون المراد مطلق بني إسرائيل ممّن يعتمدون على قوله كما هو الظاهر فقد شهد منهم واحد (عَلى مِثْلِهِ فَآمَنَ) يعني لو كان القرآن من الكتب النازلة من عند الله ، والحال أنكم كفرتم به ويشهد شاهد من أحبار أولاد يعقوب على مثل ما في القرآن ممّا في التّوراة من المعاني المصدّقة لما في القرآن المطابقة له من الوعد والوعيد والتوحيد والرسالة والبعث والحساب ، فآمن الشاهد به حينما رأى أنّ ما في القرآن عين ما في التوراة ومن جنس الوحي ، ومطابقا للحق (وَاسْتَكْبَرْتُمْ) أي عن الايمان به (إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) هذه الجملة مشعرة بجواب الشرط المحذوف بقرينتها. أي ألستم ظالمين مع هذه الدّلائل البيّنة؟ والهمزة للاستفهام التقريري ، أي : نعم أنتم من الظالمين ، والله لا يهديكم لفرط عنادكم وجحدكم بالله تعالى وبالرّسول