قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الجديد في تفسير القرآن المجيد [ ج ٦ ]

الجديد في تفسير القرآن المجيد [ ج ٦ ]

215/550
*

لأنه لا عاصم من غضب الله (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ) أي يخلّيه وما اختاره من الضلالة بعد تماميّة الحجة عليه (فَما لَهُ مِنْ هادٍ) عن الضّلالة يردّه إلى الهدى.

٣٤ ـ (وَلَقَدْ جاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ ...) أي جاء آباؤكم على نسبة أحوال الآباء إلى الأولاد ، أو على أن فرعون موسى فرعونه ، أو المراد بيوسف يوسف بن أفرائيم بن يوسف (مِنْ قَبْلُ) أي قبل موسى عليه‌السلام. ويمكن أن تكون هذه الشريفة من بقيّة كلام المؤمن ويجوز أن تكون ابتداء كلام من الله سبحانه. لكن الظاهر بقرينة السّياق كونها من كلام المؤمن إلى قوله تعالى (وَقالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ) ، الآية وهذه الكلمات من مواهب الله سبحانه جرت على لسان مؤمن آل فرعون وهي تكشف عن كمال إيمانه ، فإن فيها النّصح والعظة وإثبات الصانع وتوحيده والبعث والحشر والعذاب إلى جانب تهديدهم بهلكات الدّنيا والآخرة ، وفرض وجود الخالق تعالى أمرا مفروغا منه ، ورتّب عليه آثاره وآثار توحيده كما هو ظاهر كلماته لمن له أدنى دربة وحذاقة بصناعة الكلام. وفرعون أدرك وعرف هذا المعنى من مقالاته ولذا بعد إتمام الخطاب (قالَ فِرْعَوْنُ يا هامانُ) ، الآية وهذا كلام من أيقن بوجود الخالق لكنّه يتجلّد ويتكلّم بما يقول حتى يشتبه الأمر على غيره لخبثه وسوء سريرته وكمال شيطنته وشقاوته. ومن ألطاف الرّب تعالى على المؤمن انصراف فرعون عن قتله مع مخاطبة فرعون ورجال ملكه بتلك الخطابات التي هي عين الدّعوة إلى إله موسى وتعريفه تعالى وبيان كمال قدرته ضمن الدّعوة ببيان تدميره سبحانه للأحزاب والأمم السّالفة وبقوله (ما لَكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ عاصِمٍ) وغيرهما ممّا يدل على قدرته تعالى (بِالْبَيِّناتِ) أي المعجزات (فَما زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جاءَكُمْ بِهِ) من دعوى الرّسالة والدّين وأحكامه (حَتَّى إِذا هَلَكَ) يوسف ومات (قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً) أي لمّا