(قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ وَما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللهُ الْواحِدُ الْقَهَّارُ (٦٥) رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (٦٦) قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (٦٧) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (٦٨) ما كانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (٦٩) إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلاَّ أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٧٠))
٦٥ و ٦٦ ـ (قُلْ إِنَّما أَنَا مُنْذِرٌ ...) أي يا محمد قل للمشركين إنّي أنذركم عذاب الله وأهوال يوم القيامة (وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا اللهُ الْواحِدُ) الذي لا شريك له ولا يتبعّض (الْقَهَّارُ) لكلّ شيء المتعالي بسعة مقدوراته فلا يقدر أحد على الخلاص من عقوباته وعذابه الذي أعدّه للعصاة المخالفين لرسله ، وهو (رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) أي مالكهما ومصلحهما (وَما بَيْنَهُمَا) من الجن والإنس وكلّ خلق وموجود فيهما (الْعَزِيزُ) الذي لا يغلبه شيء (الْغَفَّارُ) لذنوب عباده مع قدرته على عقابهم وعدم العفو عنهم. وحاصل المعنى أنه : أبلغ يا محمد عقاب من أنكر التوحيد والنبوّة والمعاد ، وثواب من أقرّ بذلك كلّه.
٦٧ و ٦٨ ـ (قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ...) أي ما أنبأتكم به من أحوال يوم القيامة وأهوالها وأحوال العاصين والمطيعين ، أو من أمر التوحيد والنبوّة والبعث ، أو القرآن الذي هو جامع لأخبار الأنبياء والمرسلين والتوحيد والبعث والحشر ، وهو المعجزة الباقية لخاتم النبيّين صلوات الله عليه وآله على اختلاف الأقوال في مرجع الضمير ، فذلك نبأ عظيم (أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ) لا تنظرون في حججه وبراهينه لجهلكم وغفلتكم عنه ، ولذا تعرضون وتتولّون عنه وتجعلونه وراء ظهوركم. وفي البصائر عن الباقر