قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة

الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة

الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة

تحمیل

الإمامة في أهمّ الكتب الكلاميّة وعقيدة الشيعة الإماميّة

47/527
*

بإمام ظاهر قاهر ... ).

أقول :

قد عرفت أنّ « الإمامة » نيابة عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخلافة عنه في كلّ ما لأجله بعث ، فهي من توابع « النبوة » وفروعها ، فكلّ دليل قام على وجوب بعث النبي وإرسال الرسول فهو دال على وجوب نصب الإمام النائب عنه والقائم مقامه في وظائفه ...

ومن ذلك قاعدة اللّطف ، وهو : ما يقرّب العبد إلى الطاعة ويبعّده عن المعصية ، ولا حظّ له في التمكين ، ولا يبلغ الإلجاء ، لتوقّف غرض الّلطف عليه ، فإنّ المريد لفعل من غيره إذا علم أنّه لا يفعله إلاّ بفعل المريد من غير مشقة لو لم يفعله لكان ناقضاً لغرضه ، وهو قبيح عقلاً (١).

ولا ريب في أن « الإمام » كذلك مثل « النبي ».

فنصب الإمام واجب على الله كبعث النبي ، لتكون ( لله الحجة البالغة ) (٢) و ( لئلاّ يكون الناس على الله حجّة ) (٣) و ( ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بيّنة ) (٤).

وحينئذ لا يقال : « أنه لا وجوب عليه تعالى ، ولا حكم للعقل في مثل ذلك » لأنّ معنى هذا الوجوب العقلي درك العقل حسن إرسال ونصب الإمام ، إذا بذلك يعرف الله ويعبد ، وهذا هو الغرض من الخلقة حيث قال سبحانه : ( وما خلقت الجن والإنس إلاّ ليعبدون ) (٥) ، ولو تركه لكان ناقضاً لغرضه.

فسقط منع وجوب اللّطف ، ولعلّ منشأ المنع هو الغفلة عن حقيقة

__________________

(١) الباب الحادي عشر : ٣٥.

(٢) سورة الأنعام : ١٤٩.

(٣) سورة النساء : ١٦٥.

(٤) سورة الأنفال : ٤٢.

(٥) سورة الذاريات : ٥٦.