جهنم وساءت مصيرا (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ). تقدم مثله في الآية ١٦٠ من سورة الأنعام ج ٣ ص ٢٩٠.
(إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ). يقول سبحانه لنبيه الكريم : ان الذي أوجب عليك العمل بالقرآن هو الذي سيعود بك إلى مكة التي أخرجك منها قومك. وقيل : ان النبي (ص) حين هاجر من مكة إلى المدينة اشتاق الى وطنه ، وهو في أثناء الطريق ، فنزلت هذه الآية تبشره بالعودة اليه (قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جاءَ بِالْهُدى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ). أعلم هنا بمعنى يعلم ، أي قل يا محمد لمن لا ترجو الهداية منه ، ويصر على انه هو المهتدي وأنت الضال ، قل لهذا العنود : الله ولا أحد سواه يميز بين المهتدي والضال ، والطيب والخبيث ، ويجزي كلا بما يستحق.
(وَما كُنْتَ تَرْجُوا أَنْ يُلْقى إِلَيْكَ الْكِتابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ). الاستثناء هنا منقطع أي لكن الله رحمك وتفضل عليك ، وهذا رد على من قال لرسول الله : لست مرسلا من عند الله ، بل تفتري عليه ، وبيان الرد : كيف يقولون عنك يا محمد : انك تفتري على الله بادعاء الرسالة مع انها لم تمر بخاطرك من قبل ، ولا تطلعت اليها وحلمت بها في يوم من الأيام ، ولكن الله سبحانه هو الذي أنعم عليك بها ، واصطفاك لها دون خلقه.
(فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِلْكافِرِينَ وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آياتِ اللهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَلا تَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ). لقد اختارك الله يا محمد لتكون حربا على الكافرين ، لا عونا لهم ، ولتبلغ رسالته الى عباده ، ولا يأخذك في تبليغها لومة لائم ، ولتخلص لله وحده في جميع أقوالك وأعمالك.
وفيما تقدم قلنا ، ونحن نفسر هذا النوع من الآيات التي تخاطب المعصوم بالنهي عن المعصية ، قلنا : ان للأعلى ان ينهى من هو دونه بأي شكل أراد ، وعن