طور حتى بلغ أجله المحتوم .. وإذا لم نر الخالق بالذات فقد رأينا آثاره والدلائل الدالة عليه في عظيم خلقه .. وما أحقر ما رأينا في جنب ما غاب عنا من قدرته وملكوته.
وبمناسبة قوله تعالى : (وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) نذكر حادثة حصلت للفيلسوف الكبير «برتراند راسل» حين كان في السادسة والسبعين من عمره.
في سنة ١٩٤٨ سافر راسل في الطائرة من أوسلو الى لندن ، ولما قربت الطائرة من شاطئ النرويج سألته المضيفة ان كان من الضروري أن يدخن؟ فقال لها : ان لم أدخن فسوف أموت. وكان يجلس في مقدمة الطائرة ، فأشارت عليه أن يجلس في المؤخرة إذا أراد التدخين ففعل ، وما أن استقر به الجلوس حتى سقطت الطائرة في البحر ، فغرق كل من في مقدمتها ، ونجا من في المؤخرة .. ولا نجد تفسيرا لهذا إلا قوله تعالى : (وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) وانما قرن سبحانه الأجل المسمى بقوله : ولعلكم تعقلون ، ليشير الى الملحدين الذين يفسرون هذه الحادثة وأمثالها بالصدفة.
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِ اللهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ (٦٩) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتابِ وَبِما أَرْسَلْنا بِهِ رُسُلَنا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٧٠) إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَالسَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ (٧١) فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ (٧٢) ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ تُشْرِكُونَ (٧٣) مِنْ دُونِ اللهِ قالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُوا مِنْ قَبْلُ شَيْئاً كَذلِكَ يُضِلُّ اللهُ الْكافِرِينَ (٧٤) ذلِكُمْ بِما كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِما كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ (٧٥)