والمنعم عليه ، وعلى القريب نسبا أو مودة ، والمعنى ان جهلتم أبا المتبنى فقولوا : هذا أخي في الدين أو مولاي إشارة الى المودة ، أو مولى فلان ان كان رقا وأعتقه. وقال المفسرون وأهل السير : ان زيد بن حارثة سبي صغيرا ، فاشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد ، ولما تزوجها رسول الله (ص) وهبته له ، وبعد نزول الوحي على النبي (ص) دعاه إلى الإسلام فأسلم ، وآخى بينه وبين عمه حمزة بن عبد المطلب. وجاء حارثة أبو زيد الى رسول الله (ص) وقال له : إما ان تبيع ابني زيدا ، واما ان تعتقه ، فأعتقه الرسول ، وقال له : اذهب حيث شئت ، فأبى أن يفارق رسول الله ، وكان الناس يدعونه ابن محمد (ص) إلى أن نزل القرآن بإبطال التبني.
(وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلكِنْ ما تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً). من دعا إنسانا إلى غير أبيه ، وهو يرى انه أبوه فلا بأس عليه ، وإنما الإثم على من علم وتعمد. قال رسول الله (ص) : «رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا عليه» شريطة أن لا يقع ذلك عن تقصير وإهمال.
(النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهاجِرِينَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ مَعْرُوفاً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً (٦) وَإِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَمُوسى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنا مِنْهُمْ مِيثاقاً غَلِيظاً (٧) لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكافِرِينَ عَذاباً أَلِيماً (٨))