وتقول الآنسة : انها عجزت عن الجواب. ورغبت إليّ ان أكتب به اليها ، لتقنع الفتيات المعترضات.
ويدلنا هذا الحوار البريء على ان المرأة تماما كالرجل في غرائزه وميوله ، وان الرجل على شرطها هي وشروطها أفضل جزاء لها وثواب ـ طبعا والرجل كذلك ـ وأيضا يدل هذا الحوار على أن غيرة المرأة من الرجل تماما كغيرة الضرائر والنظائر.
وقلت في جوابي لها : ان القرآن الكريم نص صراحة على المساواة بين الذكر والأنثى كمبدأ عام ، وذلك حيث يقول : (أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى) ـ ١٩٥ آل عمران : (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) ـ ١٢٤ النساء .. وليس من شك أن من دخل الجنة وجد فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ذكرا كان أو أنثى كما في الآية ٧١ من الزخرف .. هذا ، الى أن القرآن الكريم ذكر الولدان المخلدين كما ذكر الحور العين ، وإذا وصف الحور بالبيض المكنون فقد وصف الولدان باللؤلؤ المنثور كما في الآية ١٩ من سورة الدهر.
وغير بعيد أن يكون السكوت عن مكافأة النساء بالفتيان والشبان جاريا على المألوف بين الناس ، حيث يقولون للشاب لم لا تتزوج؟ ومتى تتزوج؟ ولا يقولون ذلك للفتيات والآنسات حيث يغلب عليهن الحياء ، وقديما قيل : أشد حياء من فتاة .. وأيضا قيل : ان ملذات الجنة كلها روحية ، لا شائبة فيها لمادة أو جنس ، وان ذكر الحور والفاكهة والكأس هو مجرد رمز واشارة بلذة الجسم الى لذة الروح ، وان السرر كناية عن الدرجات والمراتب.
(فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ (٥٠) قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ (٥١) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (٥٢) أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَدِينُونَ (٥٣) قالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (٥٤) فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ (٥٥)