الإعراب :
لنحمل اللام للأمر ولذا جزم الفعل. وبحاملين الباء زائدة. ومن خطاياهم (من) للتبعيض. ومن شيء (من) زائدة وشيء مفعول حاملين ، ومن خطاياهم متعلق بمحذوف حال مقدما من شيء ، والأصل وما هم حاملين شيئا من خطاياهم. وألف سنة ظرف زمان منصوب بلبث. وخمسين منصوب على الاستثناء. وعاما تمييز.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ). هذه الآية صورة حقيقية لبعض الناس الذين نعرفهم ونعايشهم .. لقد زين الشيطان لهذا البعض انه من أهل التقى والايمان ، فانطلت عليه الحيلة وصدّق الشيطان في وساوسه وأحابيله ، وانه من المتقين ، وهو في حقيقته وواقعه لا يعتقد بشيء ولا يرى إلا منافعه ومصالحه الخاصة ، ولا شيء أدل على ان إيمانه وهم وسراب من تنكره للحق أو تجاهله إياه حين يخاف الناس على أدنى شيء من أشيائه .. يخافهم إذا ناصر الحق والعدل بفعل أو قول تماما كما يخاف الأولياء والأتقياء من الله إذا لم يعملوا بأمره ونهيه ، وتقدمت الاشارة الى هذا الفريق في الآية ٧٧ من سورة النساء : (فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً). وقلنا فيما تقدم : ما من أحد اتبع الحق الا ودفع ثمنه من نفسه وأشيائه ، وإلا لم يكن لأهل الحق وأنصاره أية فضيلة. أنظر تفسير الآية ١٥٥ من سورة البقرة ج ١ ص ٢٤٢ ، فقرة «ثمن الجنة». وفي الحديث : من خاف الله خوّف الله منه كل شيء ، ومن لم يخف الله خوّفه من كل شيء.
(وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ). هم مع الدين إذا كان متجرا رابحا ، وهم أعداء الدين إذا سألهم البذل والتضحية ولو باليسير ، وأبلغ كلمة في هذا المعنى قول سيد الشهداء الحسين بن علي (ع) : «الناس عبيد الدنيا ، والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درت معايشهم ، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون».